"أسطورة صناعة البرمجيات" بيل جيتس يعتزم مغادرة شركته ميكروسوفت
٧ يناير ٢٠٠٨أعلن بيل غيتس أنه سيتفرغ للعمل في مؤسسته الخيرية التي تحمل اسم "مؤسسة بيل وميليندا جيتس". وكانت شركة ميكروسوفت قد قالت إن الخطاب الافتتاحي الذي ألقاه جيتس أمس الأحد في معرض مستهلكي الالكترونات قد يكون الخطاب الأخير له في قيادة الشركة.
رجل في بؤرة التطورات التكنولوجية
ومما لاشك فيه أن جيتس شخصية لها رؤيتها وخبرتها ودأبها واجتهادها وهذا ما جعله ليس فقط أغنى رجل في العالم بل إن ذلك وضعه في نفس الوقت في بؤرة أهم التطورات التكنولوجية التي شهدها العصر الحديث. لكن لا يخلو الأمر من تشكيك في قدرات الرجل من قبل البعض الذين يعتبرون انه لم يكن يمتلك أفكارا تقنية خاصة به، وإنما استطاع استثمار طاقات الآخرين وتسويقها بالشكل السليم، وذلك بجذب الكفاءات من المنافسين له وتشغيلهم لمصلحة شركته.
كان جيتس قد أطلق فكرة الكمبيوتر واسع الاستخدام والتقاطع بين الأجهزة بغية تحقيق ما أسماه نموذج أو أسلوب الحياة الرقمية. كما انه أكد على مركزية الكمبيوتر الشخصي في العالم الرقمي حتى في ظل ما تقدمه الأجهزة الأخرى من الهواتف المحمولة إلى التليفزيون من خدمات تزداد تعقيدا.
ترمومتر صناعة التكنولوجيا
وحتى في بعض من أشهر أخطائه مثل فشله في التنبؤ في إمكانات الانترنت حتى انتشرت في العالم بأسره اعتبارا من عام 1996، فانه اثبت على الدوام تميزه باعترافه بقصوره وتخصيص موارد هائلة لاصطياد "كفاءات خصومه الواعدة" للإستفادة منها في شركته.
وقد تركز حديثه هذا العام على ما تحقق من نجاحات خلال العقد الرقمي الماضي وما توقع أن يكون التطور الرئيسي في غضون الأعوام القادمة. لم تكن موضة الشبكات الاجتماعي والويب2 هي الشيء المهم بالنسبة له. بل كانت نبوءته الكبرى أن الكمبيوتر سيشيع استخدامه وان الأجهزة سهلة الاستخدام مثل أجهزة "اى فون" ستصبح هي الأكثر انتشارا وليس الاستثناء.
وقال عن السنوات العشر الماضية " إن العقد الرقمي الأول شهد نجاحا ساحقا. والعقد الثاني سيكون أكثر تركيزا على الربط بين البشر. وسيكون أكثر التصاقا بحياتهم اليومية". ويتوقع محللون أن يكون جيتس على حق مرة أخرى. وصرح روجر كاي رئيس اندبوينت تكنولوجيس وهي شركة أبحاث في مجال التكنولوجيا قائلا " إن الصناعة تتطلع إلى جيتس باعتباره مرشدا لها . وهو رائد في هذا، كما انه اظهر منذ البداية انه رجل ذو رؤية".