أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
٣ ديسمبر ٢٠٢٤اشتد النقاش حول موضوع المثلية الجنسية خلال فعاليات الدورة الـ 21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وذلك بسبب عرض أفلام تتناولها من مختلف الزوايا، وهو ما أثار ردود فعل مختلفة من قبل الجمهور المغربي.
ردود الفعل هذه كانت بارزة إن كان على مستوى الجمهور في قاعات العرض، أو على مستوى تفاعل المغاربة مع الأحداث على وسائل التواصل الاجتماعي.
"المثلية.. ثمن الحلم الأوروبي؟"
شهدت قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات بمراكش مساء أول مس الأحد، العرض الأول لفيلم "البحر البعيد La mer au loin". إنه فيلم يحكي قصة شاب مغربي هاجر بطريقة غير نظامية إلى فرنسا، وبسبب وضعيته الصعبة وغير القانونية، يتعرض الشاب المغربي للاستغلال الجنسي من طرف رجل شرطة فرنسي، مما يجعله يمر بكابوس يزيد من وطأة الغربة حدة.
بالإضافة إلى معالجته موضوع الهجرة غير النظامية وتركيزه على فترة التسعينات، فإن تعرض الفيلم الذي عرض في مهرجان مراكش للتحديات التي يواجهها المهاجرون من دول شمال إفريقيا إلى فرنسا، ومحاولاتهم الحصول على وضع قانوني في إطار درامي، جعل المثلية الجنسية أبرز ما ركز عليه الجمهور داخل قاعة السينما.
فقد تضمن الفيلم العديد من المشاهد الحميمية، مما جعله في مرمى الانتقادات خاصة من طرف الإعلام المحلي.
وينافس الفيلم، الذي أخرجه المخرج المغربي سعيد حميش، بجانب 14 فيلما عالميا على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان. وخلال لقاءات إعلامية، أوضح حميش أن للفيلم طابعا شخصيا، وأن عرضه الأول بمهرجان مراكش يجعله يعيش تجربة عاطفية خاصة.
انسحاب من عرض فيلم بسبب مشاهد جنسية!
إضافة للنقاش الذي أثاره فيلم "البحر البعيد"، لم تتوقف في المغرب مشاهد انسحاب الجمهور من قاعة العرض التي بث فيها الفيلم الأمريكي "ميلك" للمخرج والممثل "شون بين" من التداول إلى اليوم، وذلك بسبب أحداثه التي تظهر لقطات لعلاقة تجمع رجلين في بعض المشاهد الحميمية.
كان الانسحاب حسب منابر محلية خطوة للاحتجاح على المشاهد التي تضمنها الفيلم الأمريكي "ميلك"، الذي تم الاحتفاء بمخرجه "شون بين"، اعترافا بأعماله الناجحة وتقديرا لمسيرته الفنية الاستثنائية التي دامت لعقود وأثرت في السينما العالمية. لكنه جر انتقادات لاذعة على إدارة المهرجان من طرف جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن بين المعلقين على الأمر، من استدعى تدخل الدولة، معتبرا أن علنية موضوع المثلية في المغرب أمر غير معتاد.
لكن في مقابل المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك من الجمهور المغربي من ربط النقاش بما هو قانوني، معتبرا أن الأحداث والمشاهد التي سببت صدمات للجماهير، هي في الواقع تمهيد لتغييرات سيشهدها البلد ارتباطا بنقاش الحريات الفردية.
مخرج يكشف بميوله الجنسية خلال عرض عمله السينمائي
صار مخرج فيلم "كابونيكرو"، عبد الله الطايع، حديث الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في المغرب أيضا، إذ إنه لم يشارك فقط بفيلم يعالج فيه موضوع المثلية الجنسية من خلال تجربته الشخصية فحسب، بل أعلن خلال تقديم فيلمه للجمهور بالقاعة عن ميوله الجنسية، وهو ما جعله خبرا أساسيا تداولته الصحف المحلية.
ردود الفعل حول اعترافه وفيلمه كانت متباينة، فبينما احتفى جزء من الجمهور بشجاعة الطايع وصراحته، وتفاعلوا بالتصفيق مع مداخلته التي تلت العرض، اختار آخرون الاحتجاج على الأمر. كما أن العديدون تساءلوا إن كانت المثلية في المغرب تحولت من تابو (طابو) إلى موضوع صار النقاش حوله مقبولا.
بينما اختار آخرون التعبير عن رفضهم بالسخرية من الموضوع معتبرين أن الترويج للمصالحة مع موضوع المثلية الجنسية في المغرب، ليس تعبيرا عن التقدم في صيغته الغربية، حسب رأيهم.
م.ب