ألنشر العلمي في المجلات الزائفة
١٢ أكتوبر ٢٠١٢ويجري ذلك اليوم من خلال تطوير أدوات ووسائل البحث العلمي، والعمل على خلق إستراتيجية للتعليم الجامعي والبحث العلمي تعتمد على ما توفره استراتيجيات وسياسات الدول المتطورة في هذه المجالات، والاستفادة من خبرة هذه الدول وعكس تجاربها في تطوير الأداء التدريسي والبحثي، هذا بالإضافة إلى التوجه الايجابي نحو النشر العلمي خصوصا في الخارج.
من المعروف، أن الدور الرئيسي للجامعة في العصر الحاضر هو نقل المعرفة عن طريق التدريس والتعليم، وإثراء المعرفة عن طريق البحث العلمي. لذا يعتبر البحث العلمي في الدول الصناعية خاصة، الدعامة الأساسية للاقتصاد والتطور. وفي بلداننا العربية أصبحت الحاجة إلى البحث العلمي في وقتنا الحاضر اشد منها في اي وقت مضى بعد أن أدركنا أهميته وعظم دوره في التقدم والتنمية، خصوصا بما يتمثل في فوائده التطبيقية لحل المشاكل العلمية والهندسية والزراعية والطبية والاجتماعية والاقتصادية، وغير ذلك من المشاكل التي تواجه التنمية الفاعلة في البلد.
الاهتمام بالمجلات العلمية العالمية
ومن المعروف أيضا، انه كلما ازداد الاهتمام بالبحث العلمي، ازداد الطلب على النشر العلمي، لذا بدأ الاهتمام بالمجلات العلمية العالمية والتأكيد على ضرورة النشر فيها يأخذ طابعا مؤسساتيا، وبدأت وزارة التعليم العالي، والجامعات العراقية تؤكد على أهمية وضرورة مثل هذا النوع من التميز العلمي، ولو ان غرضه الظاهري في الوقت الحاضر الترقية المهنية، ولكنه بدأ يصبح عملية انتاج حقيقية تتضمن التنافس المبني على الابتكار والسباق مع علماء العالم، وليس على التنافس المبني على السبق في النقل والتقليد. وكلما كانت البحوث أكثر رصانة وعمقا وابتكارا، سهل نشرها في المجلات العالمية المرموقة والمحكمة وغير الربحية. أما النشر في المجلات المحلية، فمع الأسف لكون هذه المجلات محدودة الانتشار والتأثير لازال في معظمه اسلوبا لنشر البحوث الضعيفة، وتلك التي لا تقبل للنشر من قبل المجلات الخارجية.
انتشر في السنوات الأخيرة نوع من النشر العلمي، وهو النشر الالكتروني، ويعني نشر البحوث العلمية عبر تقنيات شبكة الانترنت والبوابات الالكترونية التي توفر المعلومات في ما يسمى بالدوريات الالكترونية، والتي يوجد اليوم المئات منها، بعضها مجاني ولكن معظمها يفرض رسوم للنشر. وبدأت بعض المواقع الالكترونية تدعي بأنها دور نشر لمجلات عالمية في اختصاصات مختلفة تنتشر إعلاناتها عن طريق المخاطبة بالبريد الالكتروني لتشجيع الباحثين بالنشر في مجلات من نوع "الدخول المفتوح"، وتطالب دفع مبالغ نقدية مقابل النشر.
مجلات الكترونية غير علمية
هذه المجلات يصدرها ناس لا علاقة لهم بالعلم والبحث العلمي ويستغلون أسماء علمية حقيقية، أو وهمية كمحررين (وعلى حد معرفتي ظهر اسمي كمحرر في مجلتين من هذا النوع)، وتستخدم هذه المجلات نفس الأسلوب الذي تتبعه المجلات الرصينة والمفتوحة بأسلوب المراجعة وان لم تكن هذه المراجعة حقيقية، ولذا تقبل معظم، ان لم نقل كل البحوث التي تقدم إليها للنشر حتى ولو كانت تافهة ومضحكة. وقد تم إثبات هذا من قبل باحثين عالميين.
هذه المجلات الالكترونية أصبحت آفة لخداع الباحثين ومثلها مثل الشهادات المزورة، وللمثال افتح الرابط التالي:
وقد يقول أحدكم بان عددا من المجلات العالمية تطلب أجورا للنشر، وهذا صحيح إلا أنها مجلات رصينة، والأجور المستحصلة تضخ في تطوير البحث العلمي والجوائز والحوافز وأمور أخرى، لذلك فهي غير ربحية، وعادة تصدر عن دور نشر عالمية ومنظمات، ومؤسسات علمية عالمية معترف بها، ومن خبرتي في نشر مئات البحوث انه دائما يمكن نشر البحوث في مجلات لا تطلب أجور. ومن يقول ان online publicationsهو أيضا أصبح شائعا، ولكن هذا النوع له قواعده ومؤسساته العالمية المعترف بها، والمجلات التي تصدر بهذه الطريقة تنشر عادة من مؤسسات معروفة، وتعفي كثير من الباحثين من الأجور، خصوصا من الذين ليس لديهم مصدر مالي لتغطية أجور النشر، ويضمنهم باحثو الدول النامية التي مستوى المعيشة منخفض فيها.
وللمعلومات أرجو مراجعة الرابط أدناه لرسالة بعثها احد الأكاديميين يفند مزاعم هذه المجلات، ويضم الرابط تعليقات تؤكد اخذ الحذر من الوقوع في فخها:
http://scholarlykitchen.sspnet.org/2009/06/10/nonsense-for-dollars/
خواص المجلات العالمية الرصينة
وما هو مهم هو، التأكد من ان المجلة العالمية التي يبغى الباحث نشر بحثه فيها تتمتع بأحد او كل الخواص التالية:
1- ان تكون مؤشرة في إحدى مؤسسات التأشير العلمي العالمية كمثال:
SCIENCE CITATION, PubMed, Web of Science, Biosis etc.
2- أن تصدر من قبل دار نشر او مؤسسة او جمعية او جامعة عالمية معروفة
3- أن يكون للمجلة "عامل تأثير" Impact factor
4- أن لا تكون حديثة الإصدار، بل لها تاريخ طويل من النشر، والإشارة الى البحوث المنشورة فيها لا غبار عليه.
وبالإضافة إلى إصدار الدوريات العلمية تهتم بعض مؤسسات النشر العلمي بعقد المؤتمرات العلمية خصوصا في مناطق خارج العالم الغربي كالصين وجنوب شرقي آسيا، وهي وسيلة أخرى للربح، وليس لها فائدة كبيرة او اهتمام دولي كبير. وينصح تجنب مثل هذه المؤتمرات العلمية التي لا تعقدها جمعيات ومنظمات علمية عالمية معروفة وتلك التي ليس لها شركات صناعية او جامعات او مؤسسات علمية راعية أو ضامنة او مساندة.
مقترح
وأخيرا، أود ان أتقدم باقتراح إصدار تعليمات محددة تأكد على ضرورة طلب المشورة قبل إرسال البحث الى النشر أو المشاركة في مؤتمر "عالمي"، وان تؤكد هذه التعليمات على تجنب المجلات الالكترونية والمؤتمرات المشكوك فيها واعتماد فلسفة "النشرية التي لا يقرأها احد إلا الباحث نفسه لا فائدة منها". كما ارجوا التأكد من رصانة المجلة العلمية لغرض الترقية او المكافئة.