أوكرانيا توسع عملية "مكافحة الإرهاب" في الشرق
٤ مايو ٢٠١٤أعلنت أوكرانيا توسيع عمليات "مكافحة الإرهاب" ضد متمردين موالين لروسيا، لتشمل مدن ومناطق أخرى واقعة شرق البلاد. وقال رئيس مجلس الأمن والدفاع القومي أندري باروبي إن القوات المسلحة ستوسع "مسرح عملياتها في مدن أخرى يشن فيها المتطرفون والإرهابيون نشاطات غير قانونية". ونقلت وكالة فرانس برس أنه وبالقرب من مدينة كوستيانتينفكا الشرقية، التي استولى فيها الانفصاليون على مبنى البلدية في الـ28 من الشهر الماضي، بدت البناية مهجورة ويتصاعد منها الدخان، في ما نصبت حواجز مؤقتة في الوسط، يدافع منها المتمردون عن مبنى البلدية. ونقلت الوكالة الفرنسية عنهم، أن قتالا اندلع خلال الليل قرب برج التلفزيون في البلدة.
واندلع يوم أمس السبت أيضا قتال عنيف بالرشاشات حول بلدة سلافيانسك، عندما اقتحمت السلطات حواجز تفتيش يسيطر عليها المتمردون لمحاولة تشديد القبضة على البلدة التي أضحت معقلا للحركة الموالية لروسيا. وساد صباح اليوم الأحد الهدوء النسبي بلدة سلافيانسك، غير أن السكان تحدثوا عن ازدياد صعوبة الحصول على السلع الغذائية الأساسية في البلدة المحاصرة التي يسكنها 160 ألف شخص.
وصول المفتشين الأوروبيين
من جهة أخرى، نقلت وكالة فرانس برس عن ناتاليا بيتروبافلوفسكا، المسؤولة في التحرك المؤيد كييف في مدينة أوديسا تفاصيل ما حدث ليل الجمعة في المدينة الساحلية، فقالت: "لم نكن ننوي تنظيم أي تظاهرة .. لم نكن وراء هذا التجمع". وأضافت "كانوا من مشجعي كرة القدم وفي هذا البلد الشباب يؤيدون بالطبع أوكرانيا موحدة أكثر من روسيا". وتعرض موكب يرفع الأعلام الأوكرانية وأيضا رايات نادي ميتاليست لهجوم على جادة كبرى من قبل مئات المتظاهرين الموالين لروسيا كانوا مجهزين جيدا ومسلحين ويضعون الأقنعة والخوذات. وقتل أربعة أشخاص على الأقل بالرصاص وأصيب حوالي 10 بجروح.
وترى ناتاليا بيتروبافلوفسكا أن"الموالين لروسيا ارتكبوا خطأ فادحا بتعرضهم لمشجعي كرة القدم. كان عددهم كبيرا ويعلمون كيف يدافعون عن أنفسهم. ليس فقط لم يخافوا من الأسلحة لكن غضبوا لإطلاق النار عليهم وتعرضهم للضرب". وبواسطة الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي أبلغ مشجعو الجانبين أصدقاءهم في المدينة وكل الذين توجهوا مباشرة إلى الملعب. وقال أحد عشاق كرة القدم لفرانس برس "شاهدت المباراة ولاحظنا جميعا أنه خلال استراحة الشوطين بدأت المقاعد في الملعب تشغر. ذهبوا للقتال". وفي أوديسا أنصار التقارب مع موسكو نظموا منذ منتصف آذار/مارس معسكر خيم في باحة واسعة أمام مبنى النقابات.
وأضافت ناتاليا "كانت حشود تريد الثأر تتوجه إلى ساحة كوليكوف بولي. كانوا يريدون التخلص من المعسكر الموالي للروس". وتابعت "بدؤوا يدمرونه وأضرموا النار فيه. كان بإمكان الموالين للروس أن يرحلوا كانوا يعلمون أن حشودا غاضبة في طريقها مرت ساعتين قبل هجوم المتظاهرين ووصول مشجعينا وأنصارنا. لكن اختاروا اللجوء إلى مبنى النقابات". وأقرت بأن زجاجات حارقة ألقيت على المبنى وهذا واضح من الصور التي التقطها هواة في الموقع. لكنها أكدت، وكذلك سلطات كييف، أن الموالين للروس صعدوا إلى أسطح المباني وأطلقوا النار على الحشود. ويبدو أن تحديد الجهة المسؤولة عن اندلاع الحريق لن يتم بسهولة لكن الأكيد هو أن عشرات الشباب قضوا اختناقا. وقالت "إنه أمر فظيع. لم نرغب في ذلك إطلاقا إننا نأسف لسقوط ضحايا". وأضافت "كانوا من الشباب الذين تم استغلالهم. اتصلت شخصيا مرارا بفرق الإطفاء ولا أفهم لماذا تأخروا في الوصول لإخماد الحريق".
و.ب/ ف.ي (د ب أ، أ ف ب، رويترز)