270411 Gaddafi Exil
٢ مايو ٢٠١١للزعيم الليبي معمر القذافي علاقات ممتازة مع العديد من الدول الأفريقية، ولم يكن صدفة تأسيس الاتحاد الأفريقي في مدينة سرت التي ولد فيها القذافي. وقد استثمر هو وعائلته المليارات من طرابلس حتى كابشتات، ومن داكار حتى مقديشو. بل وساعد العديد من الحكام الأفارقة على الوصول إلى السلطة. من هنا وقوف مجموعة من هذه الدول إلى جانبه منذ بدء النزاع الليبي الداخلي.
وكانت أوغندا أول دولة أفريقية قدمت عرضا إلى القذافي من أجل اللجوء إليها مطلع آذار/مارس الماضي. فقبل 30 سنة ساعد القذافي الرئيس الحالي لأوغندا يوفيري موسيفيني للوصل إلى الحكم. وتملك الدولة الليبية في أوغندا سلسلة كاملة من المؤسسات الكبيرة بينها "بنك تروبيكال"، أوتيل فيكتوريا" والشركة النفطية "تام أويل إيست أفريكا" وثلثي أسهم شركة "تيليكوم". ويحمل شارع ومسجد في كمبالا اسم القذافي أيضا.
القذافي استثمر كثيرا في علاقاته الإفريقية
وعلى مدى سنين عديدة بقيت العلاقات بين البلدين ممتازة، لكن بعد اعتراض موسوفيني على خطة القذافي لإقامة الولايات المتحدة الأفريقية بردت العلاقة بينهما بصورة ملموسة. ومع ذلك تبقى أوغندا دولة منفى ممكنة للقذافي على حدّ قول الصحافي السويسري والخبير في الشؤون الليبية بيت شتاوفر. ففي رأيه فإن أوغندا بلد مستقر نسبيا وفيه ازدهار نسبي بالمقارنة مع دول أفريقية أخرى.
ومن خلال الاستثمارات التي تصل إلى عدة مليارات في الاقتصاد الأوغندي يتمتع القذافي بوسيلة ضغط لفرض اللجوء إذا دعت الحاجة. لكن أوغندا ليست مكانا آمنا للقذافي، ومحكمة العقوبات الدولية بدأت بطلب من مجلس الأمن الدولي تحقيقات ضد القذافي، كما أن أوغندا من الموقعين على اتفاق تأسيس المحكمة الدولية في لاهاي، بل إن البلد ممثل بأحد القضاة فيها. وفي حال تم رفع دعوى ضد القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فان كمبالا ملزمة بتسليمه.
إلى أين المفر إذن؟
ثمة دول أفريقية عدة غير موقعة على وثيقة إنشاء المحكمة يمكن أن تكون ملجأ للقذافي من بينها السودان، لكن رئيسها عمر البشير الملاحق من جانب المحمكة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور رفض منحه اللجوء. وبرّر موقفه بأنه ينظر إلى العلاقات بين رؤساء الدول على أنها مؤقتة، وأن الأهم هو العلاقات مع الشعب الليبي.
وتشاد من الدول التي يمكن أن تشكل منفى للزعيم الليبي، إذ أن رئيسها ادريس ديبي مدين للقذافي بالكثير، خصوصا تأمين الدعم المالي لبلده واتفاق السلام مع السودان. وحسب التقارير الإعلامية يقاتل الحرس الجمهوري التشادي إلى جانب قوات القذافي، إلا أن الحكومة التشادية تنفي ذلك. ويعتقد الخبير شتاوفر أن السودان وتشاد غير مقبولين من القذافي، فكلاهما فقير وغير مستقر سياسيا.
مصداقية الغرب على المحك
وإضافة إلى أفريقيا أعربت عدة دول في أميركا اللاتينية عن استعدادها منح اللجوء إلى القذافي مثل فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا. لكن العديد من المراقبين يشككون في أن القذافي يمكن أن يغادر ليبيا طوعا.
ولكن إذا كان الغرب يبحث فعلا عن منفى للقذافي يحميه من الملاحقة الدولية فان مصداقيته تصبح على المحك، كما يرى بشارة خضر مدير مركز العالم العربي الحديث في الجامعة الكاثوليكية لوفان في بلجيكا الذي شدد على ضرورة رفع دعوى ضد القذافي. وفي رأيه أيضا أنه أمر كارثي أن يحاول الغرب إنقاذ جلدة الزعيم الليبي لأن هذا سيكون بمثابة ضربة للشعب وتأكيد على عجز المجتمع الدولي.
لينا هوفمان / اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند