إسبانيا تحقق الحلم وتظفر بالثلاثية التاريخية
١ يوليو ٢٠١٢أخفقت إيطاليا اليوم الأحد (1 يوليو/ تموز 2012) في كسر الهيمنة الإسبانية على المستوى الأوروبي، حين انهزمت بوضوح أمامها على ملعب العاصمة الأوكرانية كييف في نهائي بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم التي احتضنتها بولندا وأوكرانيا. إسبانيا من جهتها دخلت التاريخ من بابه الواسع، لتصبح أول منتخب أوروبي احتفظ باللقب القاري الذي أحرزه في بطولة 2008، ليصبح هذا اللقب الثالث في سجلها إلى جانب لقب بطولة العالم 2010.
ورغم أن معنويات المنتخب الإيطالي كانت مرتفعة جدا بعد فوزه المثير على ألمانيا في منافسات المربع الذهبي (2-1)، إلا أن مستوى ضغط الآزوري اصطدم بقوة الـ"فوريا روخا" (الغضب الأحمر) الذي عاد إلى قالبه الرهيب، بعد ابتعاده عن مستواه المعهود وذلك إلى غاية دور النصف النهائي.
#bbig#
وفي مباراة مثيرة، شهدت ضغطا قويا على مستوى وسط الميدان، بسط الإسبان في الشوط الأول من عمر المباراة سيطرتهم على مجريات المباراة، معتمدين في ذلك على سرعة فائقة في الأداء وقدرات فنية خارقة على المستوى الجماعي والفردي.
وفي الوقت الذي فشل فيه الهجوم الإيطالي في كسر الدفاع الإسباني الصلب، قام سيلفا بافتتاح باب التسجيل لصالح إسبانيا من ضربة رأسية (14)، قبل أن يعزز خوردي ألبا النتيجة قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول.
وعند انطلاق الشوط الثاني لم ينجح الهجوم الإيطالي في اختراق الشباك الإسباني. واشتدت أزمته عند تعرض موتا إلى الإصابة، وكان اللاعب ورقة البدلاء الثالثة والأخيرة التي اعتمدها المدرب الإيطالي شيرازي برانديلي، ما يعني أن المنتخب الإيطالي لعب اعتبارا من الدقيقة (67) بعشرة لاعبين فقط.
وفي العشر دقائق الأخيرة من عمر المباراة أضاف الإسبان عبر فيرناندو توريس الهدف الثالث (84)، قبل أن يثبت ماتا بدوره علو كعبه (88)، لتستقر نتيجة المباراة عند رباعية نظيفة لصالح إسبانيا.
سيرة متميزة
وقبيل انطلاق نهائيات يورو 2012، لم يكن المنتخب الإيطالي من أقوى المرشحين لبلوغ نهائي البطولة، باعتبار أنه وفي المرحلة التحضيرية للبطولة الأوروبية واجه فضيحة المراهنات التي طالت بعض لاعبيه المتهمين بالتلاعب في نتائج مباريات الدوري المحلي. وكان يتوقع أن فضيحة كهذه ستعصف باللاعبين وتشل تركيزهم وتحد من طموحهم. كما أن الخروج المذل لإيطاليا في الدور الأول من بطولة العالم في جنوب إفريقيا 2010 دفعت إلى الاعتقاد أن الآزوري سيحتاج إلى وقت أطول من سنتين لإعادة ترتيب أوراقه. غير أن المنتخب الأزرق وبفضل المدرب شيزاري برنديلي، خريج جامعة العلوم الإنسانية، أثبت أن الكرة الإيطالية لا زالت في البطولات الكبرى "ترعب" باقي المنتخبات، وعلى رأسها ألمانيا التي بُددت أحلامها في نيل اللقب الأوروبي، وذلك بسبب ثنائية المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي.
#bbig#
وعند كل مباراة في مجموع المباريات الستة التي خاضها المنتخب الإيطالي، تطور أداءه فنيا وبدنيا درجة إضافية، إلا أن بلغ ذروة عطائه في مباراة نصف النهائي أمام المانشافت المعروف بكفاحه إلى الرمق الأخير. كما سجل عليه أنه كافح أمام الإسبان بعشرة لاعبين فقط، بعد خروج تياغو موتا من الملعب بسبب الإصابة.
ولعل من أبرز ما ستسجله الذاكرة الكروية في يورو 2012، اللمسات العبقرية للاعب جوفينتوس تورين أندريا بيرلو، أو الهدفين الرائعين لماريو بالوتيلي في شباك الألماني.
وفاق بنكيران
مراجعة: يوسف بوفيجلين