احذر الرَّمَد والتهاب العين المُعدي!
١٣ مايو ٢٠١٥
الرَّمَد أو التهاب الملتحمة هو تهيج في العين، أعراضه احمرار العين وإفراز الدموع بشكل غير عادي وشعور المريض بوجود جسم غريب في عينه وله نوعان: التهاب الملتحمة المُعدي وغير المُعدي.
الرمد الجرثومي.. التهاب الملتحمة المُعدي
الملتحمة هي الغشاء المبطن لبياض العين ولجفن العين من الداخل، والفيروسات أو البكتيريا تكون غالبا سبب التهاب الملتحمة المُعدي، ومنها فيروسات الكلاميديا والهِربِس. يفرك المريض عينيه لإحساسه بالحرقة والحكة فيهما، فتنتقل الجراثيم إلى يديه وتبقى فيهما وبذلك تنتقل الجراثيم إلى الآخرين عند المصافحة مثلاً، بل وقد تنتقل العدوى إلى الآخرين عن طريق رذاذ القطرات الدمعية المعدية.
الرمد البيئي.. التهاب الملتحمة غير المُعدي
أما التهاب الملتحمة غير الـمُعدي فينشأ نتيجة عوامل بيئية، مثل هبوب الرياح والغبار والغازات والأبخرة الملوثة وضوء الشمس الشديد السطوع أو غاز الكلور الموجود في أحواض السباحة. وقد يترافق التهاب الملتحمة بإصابات القرنية أو بأمراض الحساسية الأنفية.
جفاف العين.. سبب لالتهاب الملتحمة
من الجدير بالذكر أن الأشخاص قد يعانون من التهاب الملتحمة بسبب عدم وجود ما يكفي من الدموع لديهم، على سبيل المثال: نظرا لجلوسهم الطويل أمام شاشات الكمبيوتر، أو في حالة النساء نظرا لوجودهن في مرحلة انقطاع الطمث في سن اليأس (وهو تقريبا عمر الخمسين حين تفقد المرأة قدرتها على الإنجاب). ومن الضروري للذين يرتدون عدسات اللاصقة توخي الحذر بشكل خاص إذا كانوا مصابين بالتهاب الملتحمة، لأن هذا الالتهاب قد يتسبب بسهولة في التهاب قرنية العين لديهم.
الأعراض
أهم أعراض التهاب الملتحمة هو احمرار العينين، وهذا دليل على ازدياد تدفق الدم فيهما، لأن الملتحمة تكون عادةً عديمة اللون. ثم يبدأ شعور بالحرقة والحكة في العينين يترافق غالبا بإفراز الدموع. وبعد مراحل النوم يكون الجفنان ملتصقين بواسطة إفرازات بيضاء مصفرة. كما أن الإفرازات الخيطية الزلالية أمام القرنية قد تكون معيقة للرؤية. والكثيرون من المصابين بهذا المرض يكونون حساسين لسطوع الضوء، ويرافقهم شعور بوجود حبيبات رملية في أعينهم يحسون بها مع كل طرفة عين.
التشخيص
لتشخيص المرض يتفحص الطبيب العينين والجفنين باستخدام مصباح ضوئي خاص، ويقوم بمسح العين لأخذ عينة من المواد الموجودة حولها لكي يتم تحديد ما إذا كان التهاب الملتحمة مُعديا، والتعرف على العوامل المسببة للمرض. فإذا كان ثمة نوع ما من الحساسية هو السبب فيقوم الطبيب بإجراء فحوصات إضافية للحساية، مثل التفحص بالوخز، لاستنتاج نوع الحساسية المسببة للمرض.
العلاج
يصف الطبيب مضادات حيوية على شكل قطرات، يقطرها المريض في كيس الملتحمة في عينيه، وتوجد أيضا مراهم تساعد في تخفيف الالتهاب. ولا يكون لهذا العلاج الموضعي في العين تأثير إلا بعد تطبيقه على العين لفترة طويلة وبما فيه الكفاية، وإلا فقد تستعيد الجراثيم نشاطها متسببة في تجدد الالتهاب من جديد.
وإذا كان التهاب الملتحمة متعلقا بالحساسية فمن المفيد استخدام مزيلات الاحتقان مثل مضادات الهيستامين وقطرات الكورتيزون في العين، والمستعملة لعلاج الحساسية. أما إذا حدث هذا الالتهاب نتيجة لجفاف العين، فقد تساعد الدموع الاصطناعية على ترطيب العين وتبليلها وحمايتها من الجفاف. العلاج غير ممكن عادةً في حالة التهاب الملتحمة الفيروسي ما لم يكُنْ السبب من نوع فيروس الهربس، ويمكن العلاج في هذه الحالة باستخدام الأسيكلوفير، أكثر المضادات الفيروسية انتشارا، والذي يضعف تفاقم المرض، وفق موقع فوكوس الإلكتروني.
تجنب العلاجات الذاتية المنزلية
أما بالنسبة للعلاج الذاتي باستخدام العلاجات المنزلية مثل شاي البابونج (أزهار الأقحوان المفيدة لأمراض أخرى)، فينبغي على المرضى بالتهاب الملتحمة الامتناع عنها وتجنب وضعها على العينين، فرغم أن شاي البابونج يعمل كمضاد للالتهابات لكنه في الوقت نفسه قد يتسبب في حدوث الحساسية، كما أن التعامل مع العينين وعلاجهما يجب أن يكون بواسطة محاليل معقّمة طاردة للجراثيم.
ع.م/ ط.أ