الاتحاد الأوروبي يرسل بعثة مدنية كبيرة لدعم استقرار كوسوفو
١٤ ديسمبر ٢٠٠٧بعد يوم من التوقيع في لشبونة على معاهدة جديدة تحل محل مشروع الدستور الأوروبي بدأ قادة الاتحاد قمة جديدة اليوم في بروكسل تركز على عدد من الملفات الأوروبية والدولية. وتصدرت قضية إقليم كوسوفو جدول أعمال القمة هذه القمة، حيث سعى زعماء أوروبا إلى إنهاء الخلافات بشان مستقبل الإقليم الذي يهدد قادته بإعلان الاستقلال من جانب واحد.
وبدورها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى توحيد صف الاتحاد الأوروبي في تعامله مع قضية استقلال إقليم كوسوفو. وقالت ميركل على هامش قمة الاتحاد الأوروبي: "أهم ما في الأمر هو أن يخطو الاتحاد الأوروبي الخطوات المقبلة بشكل جماعي". كما شددت على ضرورة أن تتزامن هذه الجهود مع محاولات للبحث عن "حل بناء" مع صربيا، التي تعارض أن يعلن الإقليم الذي تسكنه أغلبية من الألبان استقلاله من جانب واحد وهي الخطوة التي قد تحدث مطلع العام المقبل. يذكر أن عددا من دول الاتحاد الأوروبي غير مستعدة للاعتراف باستقلال الإقليم.
بعثة أوروبية كبيرة إلى كوسوفو
وفي غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتس، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد اتخذ اليوم "قرارا سياسيا" بإرسال بعثة مدنية كبيرة ودعما للشرطة إلى كوسوفو. وقال سوكراتس: "اتخذنا قرارا رسميا بإرسال بعثة إلى كوسوفو". يذكر أن الاتحاد الأوروبي سيرسل هذه البعثة في إطار اتفاق في مجلس الأمن الدولي حول منح هذا الإقليم، الذي تديره الأمم المتحدة منذ 1999 وتمنحه استقلالا خاضعا لإشراف دولي، علما أن هذا الاتفاق عطلته روسيا. غير أن سوكراتس لم يحدد موعد توجه البعثة إلى كوسوفو، علما أنها تضم نحو 1800 شرطي وخبير قانوني من الاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى قال زعماء الاتحاد الأوروبي ان اقتصاد الاتحاد سيواصل نموه على الرغم من اضطرابات الأسواق في الفترة الأخيرة لأن العوامل الأساسية في السوق قوية، لكنهم أكدوا على الحاجة إلى إصلاحات لمساعدة الاتحاد على المنافسة على مستوى العالم. وقالوا كذلك انه بسبب أزمة الائتمان المستمرة من المهم الإبقاء على مراقبة الأسواق وتحسين المراقبة والشفافية للمستثمرين والأسواق والجهات الرقابية ومراجعة دور وكالات التصنيف الائتماني. وقال الزعماء في مسودة بيان ختامي بعد قمتهم ربع السنوية: "تماسك سياسات الاقتصاد الكلي واستقرار الأسواق من العوامل الحيوية للنمو الاقتصادي المطرد".
"مجلس حكماء" الاتحاد الأوروبي
كما اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على إنشاء "مجلس الحكماء" الذي سيهتم ببحث مستقبل الاتحاد. وقال دبلوماسيون اليوم في بروكسل إن رئيس الوزراء الأسباني الأسبق فيليب جونزاليس سيترأس مجلس الحكماء، الذي سيطلق عليه رسميا اسم "مجموعة التفكير" والتي ستضم بحد أقصى تسعة أعضاء.
وستتولى رئيسة لاتفيا السابقة فايرا فيكي فرايبرجا، التي اشتهرت بلقب "امرأة وسط أوروبا الحديدية" منصب نائب رئيس المجموعة بمشاركة يورما أوليلا، الرئيس السابق لشركة نوكيا. وقد دعمت برلين وباريس ترشيح جونزاليس، حيث أكدت مصادر دبلوماسية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترحا اسم الدبلوماسي الأسباني خلال القمة الفرنسية الألمانية الأخيرة.
يذكر أن جونزاليس تولى رئاسة أربع حكومات متتالية في اسبانيا خلال الفترة من 1982 حتى 1996 ليكون بذلك أكثر رئيس وزراء استمرارا في منصبه في تاريخ إسبانيا الحديث. وستهتم "مجموعة التفكير" ببحث مستقبل الاتحاد الأوروبي بين أعوام 2020 وحتى 2030. وكان ساركوزي هو صاحب فكرة إنشاء مجلس الحكماء في الاتحاد الأوروبي.