Internationale Aids-Konferenz in Mexiko eröffnet
٤ أغسطس ٢٠٠٨افتتح مساء الأحد الماضي (3 اغسطس/آب) في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، المؤتمر العالمي السابع عشر لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، الذي يعد الأول من نوعه في أمريكا اللاتينية لمناقشة المرض منذ انتشاره بها أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر حتى يوم الجمعة المقبل، 22 ألف شخص من باحثين وعلماء وناشطين وساسة ومرضى، يبحثون كل المسائل المرتبطة بالإيدز بدءا من الأبحاث حول وسائل العلاج أو اللقاحات ووصولاً إلى وضع حد للتمييز بحق الماصبين بالمرض في العديد من أنحاء العالم.
كذلك يبحث المؤتمر طرق الوقاية كختان الذكور والواقي الذكري، وفي هذا الإطار قال رئيس بوتسوانا السابق فيستوس موغي مساء أمس الأحد: "يجب أن يكون منع وقوع إصابات جديدة في المرتبة الأولى والثانية والثالثة من أولوياتنا". يُذكر أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن عدد المصابين بهذا المرض بلغ 33 مليونا في العام الماضي 2007، وأضيفت إليهم هذا العام 2.7 مليون حالة جديدة على الأقل.
وفي مقابلة مع موقعنا، قال فولكر ميرتنس، المسؤول عن العلاقات العامة في المؤسسة الألمانية لمكافحة الإيدز، إن المشاركون يأملون في إعطاء المزيد من الاهتمام لمرضى الإيدز في بلدان العالم أجمع بدلاً من ممارسة التمييز ضدهم، من أجل العمل على مكافحته. ويضيف ميرتنس أن المجتمعين يأملون أن يتمكن كل مرضى الإيدز في العالم خلال الخمس أو السبع سنوات القادمة من الحصول على العلاج والأدوية اللازمة.
إهمال في التعامل مع الإيدز في ألمانيا
من ناحية أخرى، انتقد الخبير عدم توخي الألمان الحذر في تعاملهم مع المرض، قائلاً إن المهددين بالإصابة بهذا الفيروس لا يحمون أنفسهم منه بقوة مقارنة بما كان عليه الحال قبل أعوام. وعزى ميرتنس هذا الأمر إلى شيوع خطأ كبير بين الألمان، إذ يعتقد الكثير منهم أن هذا المرض يمكن شفاؤه وهو ما يرجعه ميرتتس إلى ترويج وسائل الإعلام الخاطىء لأدوية لمعالجة الإيدز. وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير الألماني على أنه من الضروري القول بدقة: "إن مرض الإيدز ما يزال مرضاً خطيراً وقاتلاً ولا توجد أدوية لعلاجه. أما الأدوية الموجودة حالياً فهي لا تعمل إلا على إيقاف تطور المرض أو على تحجيمه فحسب". وعلى الرغم من ذلك، فإن ميرتنس يرى أن إجراءات الوقاية من المرض تعد ناجعة، مشيراً إلى نسبة الإصابة المنخفضة في ألمانيا مقارنة بغيرها من الدول. يُذكر أن خبراء المؤسسة الألمانية لمكافحة الإيدز يقدرون أن عدد المصابين بهذا المرض في ألمانيا ارتفع من نحو 1800 في عام 2000 إلى 3000 تقريبا بحلول عام 2007.
الإنترنت أداة لمكافحة الإيدز
وعلى صعيد الإجراءات الوقائية، يرى الخبير الألماني أن هناك تغييراً كبيراً طرأ خلال السنوات العشر الماضية على طرق الاستفادة من وسائل الإعلام للتوعية بهذا المرض ومخاطره. ويتمثل هذا التغيير في استغلال الإنترنت من أجل هذه الغاية. وفي هذا الإطار يقول ميرتنس: "في السنوات الأخيرة، بدأ كثير من المراهقين والشباب يقضون أوقات أطول في تصفح الإنترنت. ولكي نصل إلى هؤلاء الشباب، بات علينا اللجوء إلى الإنترنت لنشر رسائل التوعية الوقائية"، مضيفاً أن هذا الاتجاه يشهد تطوراً في ألمانيا، وهذا يتضح من خلال الكثير من الرسائل والتحذيرات الوقائية، التي توضع على الصفحات التي يزورها الشباب للحديث عن الجنس.
الإيدز في العالم العربي
أما في العالم العربي ، فإن عدد المصابين بالمرض "يتزايد بشكل يدعو للقلق"، حسب تحذيرات مؤتمر إقليمي حول مرض الإيدز في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، عقد في العاصمة التونسية في أواخر آيار/مايو الماضي. وعلى الرغم من صعوبة الوقوف على أرقام دقيقة لعدد المصابين بالمرض، فإن إحصائيات عام 2007 تشير إلى أن عددهم بلغ 380 ألفا.
وعن جدوى الاستفادة بالخبرات الألمانية في هذا المجال في الدول الأخرى، كالدول العربية على سبيل المثال، يقول ميرتنس إن من الصعب فرض هذه الإجراءات الوقائية على تلك الدول، لأنها ستعتبر هذا الأمر تدخلاً في شؤونها، ولكنه يرى أنه قد يكون من المجدي الإعلان عن التوصل إلى نتائج طيبة من خلال إتباع هذه الأساليب. وتتمثل هذه الأساليب في التحدث بصراحة ومن دون محرمات عن المرض وطرق الإصابة به، إضافة إلى طرق الوقاية. ويضيف بالقول: "لو بينت الإحصائيات الطبية أن عدد من الإصابات تحدث في مجتمع ما ، كالمجتمعات العربية مثلاً، من خلال الاتصال الجنسي بين المثليين، فيجب الحديث إلى هؤلاء المثليين عوضاً عن ممارسة التمييز ضدهم واضطهادهم"، والحال نفسه ينطبق على مدمني المخدرات.