"الحرب بين إسرائيل وحزب الله مرهونة بالملف النووي الإيراني"
٢٧ يوليو ٢٠١٠دويتشه فيله: توعد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بضربات عسكرية مباشرة للمؤسسات الحكومية اللبنانية في حال أطلق حزب الله صواريخ على المدن الإسرائيلية، هل تعتقد أن المنطقة مقبلة على حرب جديدة؟
بول سالم: أولا التصريحات الإسرائيلية حول ضرب منشئات لبنانية إذا نشبت الحرب مع حزب الله ليست جديدة وتعود لأكثر من عام ونصف. وهي تصريحات واكبت تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد الانتخابات الرئاسية والنيابية، حيث أصبح حزب الله شريكا في الحكومة مع رئيس الوزراء سعد الحريري وتيار 14 من آذار. إن إسرائيل تحاول أن تضغط بهذه التصريحات على الحكومة اللبنانية لتردع حزب الله من التفكير في أي مغامرة عسكرية معها. وهي تحاول بذلك أن تقول إنها، في حال نشوب حرب، فستعتبر نفسها حرة في ضرب المنشئات اللبنانية، وهذا أمر ليس بجديد، ولا أتوقع نشوب حرب في المستقبل القريب بين لبنان وإسرائيل لسببين رئيسيين.
أولاـ حزب الله لن يبادر بحرب ضد إسرائيل لأنه لا يريد ذلك الآن. ثانيا ـ إسرائيل لن تبادر إلى الحرب خلال العام الجاري على الأقل، لأنها تنتظر نتائج العقوبات على إيران. إن الملف النووي الإيراني هو همُ إسرائيل الأول. وهي ستعطي الفرصة خلال العام الجاري لمقاربة العقوبات، أما في عام 2011، وإذا لم تأت العقوبات بثمارها، فإن ذلك قد يدفعها إلى إعادة النظر في حساباتها ربما في ربيع أو صيف العام القادم، إما بالتفكير بضربة ضد إيران أو ضد لبنان أو الاثنين معا، وآنذاك سيكون الخطر أكبر بكثير.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أوردت أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يعتقد من جهته أن إسرائيل تستعد لحرب جديدة مع لبنان، فلا شك أن لديه مؤشرات حملته إلى أخد سيناريو المواجهة بعين الاعتبار؟
إسرائيل تستعد لحرب مع حزب الله لأنها لا تستطيع أن تكون متأكدة من أن الأخير لن يشن حربا عليها، أو أن إيران لن تشجعه على ذلك. إسرائيل تتهيأ منذ انتهاء حرب 2006 والتحضيرات العسكرية جارية. أما القرار السياسي بشن الحرب من عدمه، فإن قراءة معظم المراقبين والمتابعين للشأن الإسرائيلي تقول إن إسرائيل ليست الآن بصدد التفكير جديا بشن حرب على حزب الله في المستقبل القريب. ولكن إذا لم تعالج قضية الملف النووي الإيراني العام القادم، فقد تتغير الحسابات.
طيب، هل ترى علاقة بين التصريحات الإسرائيلية والحراك السياسي الداخلي اللبناني بخصوص موضوع المحكمة الدولية وموقف حزب الله منها؟
كان لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي تصريحات متعلقة بالمحكمة الدولية، وقال إنه ينتظر القرار "الظني" من المحكمة خلال شهر سبتمبر/ أيلول المقبل. وتوقع المسؤول الإسرائيلي أن يحدث هذا الأمر اضطرابات في لبنان. وإذا ما صدرت قرارات "ظنية" من المحكمة الدولية ضد حزب الله فلا شك أن إسرائيل ستربط بين ذلك وبين اعتراضها على الحزب الشيعي بشكل عام. وبحكم الثقل الدولي والعالمي لقرارات المحكمة فإن ذلك سيسهل على إسرائيل التفكير في توجيه ضربة ضد حزب الله. ولكن حتى الآن يقتصر الأمر على تصريحات وتصريحات مضادة، وتوتر عالي ولكن دون توقع مباشر لحرب في الوقت الحاضر.
حاوره: حسن زنيند
مراجعة: أحمد حسو
الدكتور بول سالم مدير "مركز كارنيغي للشرق الأوسط"، وقبل ذلك أسس "المركز اللبناني للدراسات السياسية" الذي يشكّل أحد أبرز مجموعات العمل المعنية بالسياسات العامة في لبنان. وفي عام 2002 عُيّن عضواً في اللجنة العليا للمراجعة المعنية بتقرير التنمية البشرية في العالم العربي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ كما شغل عدة مناصب في الجامعة الأميركية في بيروت.