الدراسات الإسلامية: تخصص جديد في جامعة فرانكفورت
١٦ يناير ٢٠١١لدى الطالب أوربه تشي الذي يبلغ من العمر 21 عاما، إطلاع جيد على كلا الثقافتين الألمانية والتركية. فقد ولد وترعرع في ألمانيا وهو ينحدر من أبويين تركيين. قرر دراسة تخصص "الدراسات الإسلامية" في جامعة غوته في مدينة فرانكفورت، حيث يرغب الشاب الألماني التركي في الاطلاع على الدين الإسلامي الذي يعتنقه من منظور ألماني وعلمي.
تدريس الإسلام باللغة الألمانية
وعن تخصص الدراسات الإسلامية في جامعة فرانكفورت وأهميته يقول الطالب الشاب: "في العادة يبقى كل ما نتلقاه حول الدين سواء في المساجد أو في المدارس القرآنية، باللغة التركية". ويضيف بالقول: "أما في إطار هذا التخصص الجديد فيمكننا تناول كل هذه الأمور بطريقة علمية وباللغة الألمانية. الأمر الذي سيفتح لنا إمكانية تلقين المسائل الدينية باللغة الألمانية أيضا، سواء للأجيال القادمة أو للمجتمع الألماني، حتى يتمكن الناس من الإطلاع بشكل دقيق على أوضاع المسلمين هنا"، كما يوضح أوربة تشي.
ومن المقرر أن يهتم التخصص الجديد بالدين الإسلامي من منطلق علمي وبرؤية المسلمين للإسلام، وهو ما يعني أن الأساتذة الذين سيشرفون على هذا التخصص ينبغي أن يكونوا من معتنقي الدين الإسلامي، كالبروفيسور عبد الـله تاكيم، الذي يدرس الدين الإسلامي منذ عام 2007 في جامعة فرانكفورت وهو تخصص كان آنذاك ملحق بشعبة علوم اللاهوت البروتستانتية. تجدر الإشارة هنا إلى أن تخصص "الدراسات الإسلامية" التي تطرحه جامعة غوته في فرانكفورت يختلف عن باقي التخصصات الأخرى التي تهتم بالإسلام، كما يوضح عبد الـله تاكيم.
تكوين جيل جديد مختص في الدراسات الإسلامية في ألمانيا
يوجد في ألمانيا العديد من التخصصات التي تدرس وتبحث في الدين الإسلامي، كالعلوم الإسلامية مثلا. بيد أن كل هذه التخصصات تفسر الإسلام من نظرة خارجية، أي كيف يرى غير المسلمين الإسلام، كما يوضح البروفيسور التركي الأصل عبد الـله تاكيم. ويقول تاكيم في هذا السياق: "سيتم في إطار تخصص الدراسات الإسلامية إجراء البحوث والتدريس من رؤية إسلامية ومن نظرة المسلمين للإسلام مع ربط ذلك بمنظور العلوم الثقافية والاجتماعية والإنسانية." ورغم أن معظم طلاب الفصل الدراسي الأول من المسلمين، إلا أن هذا التخصص مفتوح أيضا أمام غير المسلمين "وإن كان اهتمامنا يتوجه بالدرجة الأولى إلى الطلاب المسلمين"، كما يقول عبد الله تاكيم.
وفي إطار هذا التخصص يشكل القرآن دورا محوريا. إذ من المرتقب التعامل أيضا مع نصوصه بشكل نقدي لاسيما فيما يتعلق بنشأتها وتاريخها وشرحها وأهميتها في الوقت الحاضر. ومن شأن هذا التخصص حسب البروفيسور عبد الله تاكيم أن يساعد على إلقاء نظرة جديدة على الإسلام ويقول: "المشكلة تتمثل في عدم وجود تاريخ للدراسات الإسلامية في ألمانيا ، ما يعني أنه ليس لدينا ممثلين حقيقيين لهذا الفرع من العلوم، الهدف من هذا التخصص بالدرجة الأولى هو إعداد باحثين شباب في مجال اللاهوت الإسلامي." الجدير بالذكر أن خريجي هذا التخصص لا يمكنهم الالتحاق مباشرة العمل كأئمة مساجد أو كمعلمين لمادة الدين في ألمانيا، لأنهم يحصلون فقط على شهادة علمية بدرجة بكالوريوس (Bachelor) تمكنهم من متابعة الدراسة في مجالات مختلفة.
بيانكا فون دير آو/ خالد الكوطيط
مراجعة: طارق أنكاي