السلطات الليبية تجهض محاولة مليشيات مسلحة تصدير النفط
١٠ مارس ٢٠١٤قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن القوات الحكومية سيطرت اليوم الإثنين (10 مارس آذار) على ناقلة محملة بالنفط الخام في ميناء تحت سيطرة محتجين يخططون لبيع النفط بصورة مستقلة عن حكومة طرابلس. وقال المتحدث باسم المؤسسة الحكومية محمد الهراري لرويترز إن الناقلة التي ترفع علم كوريا الشمالية يجري اصطحابها إلى غرب ليبيا مؤكدا تقارير لوسائل إعلام ليبية. وقال النائب البرلماني عبد الوهاب القيم لرويترز إن القوات الحكومية سيطرت على السفينة دون إلحاق ضرر بها.
كما أعلن مصدر عسكري ليبي إن قوات من الثوار السابقين يعملون تحت سلطة الحكومة اعترضت الاثنين وسيطرت على ناقلة النفط، وقال المصدر العسكري طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن "قطعا تابعة للقوات البحرية وزوارق على متنها الثوار تمكنت من الصعود مساء الاثنين إلى سطح ناقلة النفط مورننغ غلوري والسيطرة عليها"، موضحا انه يتم حاليا "اقتيادها إلى ميناء مصراتة". وأوضح المصدر أن "العملية النوعية التي نفذها ثوار سابقون من الذين انضموا لمؤسسات الدولة بدأت بإطلاق أعيرة نارية قرب الناقلة ما جعل الزوارق المحيطة بها تبتعد، فتمكن الثوار عندها من الاقتراب منها والصعود إليها".
عملية لتحرير الموانئ
وكان رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الليبي أصدر الاثنين أمرا بشن عملية عسكرية على ناقلة النفط التي كانت تحاول الخروج من ميناء السدرة شرق ليبيا، وبتحرير الموانيء النفطية الواقعة بأيدي المسلحين، بحسب ما أفاد المتحدث الرسمي باسم المؤتمر.
وصرح عمر حميدان المتحدث الرسمي باسم المؤتمر، أعلى سلطة في ليبيا، للصحافيين ان رئيس المؤتمر نوري بوسهمين "اتخذ قرارا بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي بشأن تشكيل قوة عسكرية لتحرير وفك الحصار القائم عن الموانئ النفطية" خلال أسبوع.
وقبل اعتراضها كانت ناقلة النفط تحاول مغادرة ميناء السدرة النفطي في شرق ليبيا محملة بشحنة من النفط الخام خارج الإطار الرسمي للدولة من قبل منشقين عن الحكومة يسعون لحكم ذاتي في شرق ليبيا.
استنكار دولي
واستنكر مندوبون للأمم المتحدة اليوم الاثنين (10 مارس اذار) سيطرة محتجين على مرافيء نفطية في ليبيا. وقال طارق متري الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "في يوم الثامن من مارس (اذار) حملت جماعات مسلحة نفطا ليبيا على ناقلة ترفع علم كوريا الشمالية وتسمى مورنينغ غلوري. ويحاصر المسلحون مرافئ نفطية وحقول في شرق ليبيا منذ عدة شهور. وهذا يعتبر عمل غير قانوني وينتهك سيادة ليبيا على موانئها ومواردها الطبيعية."
وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت الأحد مسلحين منشقين في شرق ليبيا يحاولون تصدير شحنة من النفط على متن ناقلة نفط ترفع علم كوريا الشمالية بانهم "يسرقون" نفط الشعب الليبي، مهددة بفرض عقوبات عليهم. ويسيطر محتجون على ثلاثة مرافيء في شرق ليبيا ويسيطرون على جزء من مرفئ رابع.
وتخشى القوى الغربية من انزلاق ليبيا في الفوضى أو تقسيمها مع فشل الحكومة الهشة في كبح جماح المقاتلين الذين ساعدوا في الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 ويتحدون سلطة الدولة حاليا. وقال متري متحدثا عن الاحتجاجات التي تواجهها الحكومة الليبية في الآونة الأخيرة "ليبيا تواجه خطر الدخول في مسار جديد من العنف غير المسبوق."
ومنذ الاطاحة بالقذافي تسعى ليبيا لاعادة بناء جيشها لكن محللين يقولون إن الوقت لم يحن بعد لمقاومة الميليشيات التي تزداد تشددا. وقال المحتجون -الذين كان بعضهم ضمن قوة حراسة المنشآت النفطية في السابق- إنهم بدأوا تحريك قواتهم برا وبحرا للتصدي لأي هجوم من قوات الحكومة.
ي ب/ م س (ا ف ب، رويترز)