الصحافة الألمانية: المستفيدون من صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحماس
١٣ أكتوبر ٢٠١١كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ Süddeutsche Zeitung) معلقة على صفقة تبادل الأسرى:
"رجل واحد مقابل ألف رجل وسبع وعشرين إمرأة. حياة شخص واحد مقابل حرية قتلة مدانين وشركاء في الجريمة ومؤيدين لهم. لم يسبق وأن دفعت حكومة في القدس مثل هذا الثمن الباهظ لاسترداد ضحية مخطوفة، وقد ساوم نتانياهو بشكل صحيح. وكانت اسرئيل سوف لن تسامح رئيس الوزراء لو أنه تردد مرة أخرى أو فوت فرصة التي أتيحت له للمساومة مع حماس. وكانت الفرصة مناسبة أيضاً ليس لأن نتانياهو يحتاج نجاحاً، وإنما لأن هناك ضغطا على حماس أيضاً، منذ أن نبهت الثورات العربية الشباب الفلسطيني في قطاع غزة المعزول، إلى أن السلطة ليست مقدسة.
لكن هناك رابح آخرأيضا، وهو مصر. ففي القاهرة تم التوقيع على الصفقة. كذلك كان للوسطاء الألمان والأتراك دور في قضية شاليط. لكن الحكومة الاسرائيلية توجهت بالشكر لمصر، وهذا ما يمكن أن يساهم في تحسين العلاقة بين القاهرة والقدس، التي ساءت كثيراً بعد مغادرة سفير اسرائيل للقاهرة إثر تعرضه للمضايقات".
الصفقة انتصار لنتانياهو
أما صحيفة (فرانكفورتر آلغمانية تسايتوغ) فرأت أن "اطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط المختطف في قطاع غزة منذ خمسة أعوام، هو انتصار لنتانياهو الذي لم يحقق نجاحاً في الفترة الأخيرة. المانيا أيضا بذلت جهوداً خفية من وراء الكواليس وباركت الصفقة. الآن يمكن للمرء التفاؤل بأن هذه العملية قد تدفع الأطراف إلى تحريك الجبهات التي تراوح مكانها في الشرق الأوسط.
في هذه الأيام يحتفل الاسرائيليون بعيد المظلة (سوكوت)، وكانوا يريدون بهذه المناسبة ومثل كل عام استيراد سعف النخيل من مصر، لكن المجلس العسكري رفض ذلك. ما دفع الأردن، الذي وقع اتفاقية سلام مع اسرائيل عام 1994، إلى تلبية الطلب الاسرائيلي من سعف النخيل القليلة في اسرائيل. وليت كان معالجة المشاكل الصعبة في المنطقة بهذه السهولة أيضاً".
صحيفة (تاغس شبيغل Tagesspiegel) أيضاً تساءلت فيما إذا كانت صفقة تبادل الأسرى ستساهم في تسهيل حل المشكلة الفلسطينية - الاسرائيلية، فكتبت معلقة: "اسرائيل ومنذ تأسيسها في حالة دفاع، ويطلب من المواطنين الكثير، ويقال لهم: إننا نكافح من أجل كل واحد منكم حتى النهاية، ولن يترك أي واحد منكم يواجه مصيره لوحده. هذه الرسالة تساهم في تلاحم المجتمع. ومن هنا فإن جلعاد شاليط يرمز إلى أمرين: الأول هشاشة البلد ولاأخلاقية عدوه، أما الثاني فهو قوة وأخلاقية البلد. ومن يعلم؟ فيمكن أن يولد ذلك شجاعة جديدة: إذ أن من يطلق سراح مجرم لتحرير شخص، يستطيع أن يسمح لشعب بتقرير مصيره أيضاً، ليحرر نفسه من نير سلطة تحكمه".
إعداد: عارف جابو
مراجعة: منصف السليمي