الطائرات المدنية لا تمتلك تقنية تفادي الصواريخ
١٨ يوليو ٢٠١٤تحطمت طائرة ركاب مدنية ماليزية كانت تحلق على ارتفاع أكثر من 10 آلاف متر فوق شرق أوكرانيا. وهذا هو العلو الذي تحلق فيه طائرات الركاب عادةً. يقول الخبير الألماني هاينريش غروسبونغارد إن إسقاط هذه الطائرات المدنية من هذا الارتفاع بواسطة الصواريخ هو "أمر غير مألوف". فعلى الرغم من أن لدى المسلحين المتمردين الأوكرانيين صواريخ مضادة للطائرات، ولكن هذه الصواريخ من العيار الصغير نسبيا المحمول على الكتف، مثل صواريخ ستينغر التي يبلغ الحد الأقصى لمدى ارتفاعها من 3000 متر إلى 4000 متر. ويرى خبير الطيران أن وصول الصواريخ إلى ارتفاع 10 آلاف متر يتطلب وسائل تقنية أخرى لم يكن المتمردون يملكونها في الماضي.
منطقة غير آمنة للطيران
ورغم أن شرق أوكرانيا كان منطقة غير آمنة للطائرات، إلا أن المسافرين ركبوا طائراتهم فوق هذه المنطقة في الفترة الماضية، بحكم أن ارتفاع 10 آلاف متر يعتبر آمناً، كما يؤكد هاينريش غروسبونغارد.
ووفقا للخبير الألماني فإن الطائرات العسكرية الأوكرانية التي أسقطت في شرق أوكرانيا كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا، في حين أن الملاحة الجوية المدنية فوق أوكرانيا لم يكن يهددها في أي وقت أي خطر. ويقول إن مُصدِّري الأسلحة الكبيرة، سواء أكانوا من الأمريكيين أم الروس، توخوا الحذر في عدم إعطاء منظمات المقاومة أية صواريخ أرض-جو قد تشكل خطرا على الطائرات التجارية. وإذا كان المتمردون الأوكرانيون هم الذين أسقطوا الطائرة المدنية فيجب التدقيق عن كثب والتحقق ممن أعطاهم مثل هذا السلاح.
صحيح أن الطائرات الأمريكية لم تعد تحلق فوق شرق أوكرانيا منذ أبريل/ نيسان الماضي، ولكن الشركات الأخرى التي واصلت طائراتها التحليق لا تعتبر مهمِلة أو مفرّطة في سلامة ركابها. كما أن هيئة السلامة الجوية الأوروبية، ذات السنوات الطويلة من الخبرة، لم تصدر أي تحذير حول ذلك. ويؤكد الخبير الألماني أن طائرات نقل الركاب، في هذا الارتفاع، لم يكن يستطع إسقاطها في السابق إلا الجيوش العسكرية: مثل الطائرة الكورية Air 007 التي تم إسقاطها في الثمانينيات وطائرة إيرباص A300 التي أسقطتها فرقاطة أمريكية فوق مياه الخليج. ويضيف خبير الطيران أنه ليس بإمكان الطائرات المدنية وطياريها تفادي الصواريخ وأن أجهزة الإنذار من الصواريخ موجودة فقط في الطائرات العسكرية، رغم وجود بعض الإجراءات الاحترازية فوق بعض مناطق الأزمات مثل كابول وبغداد خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001. ويؤكد خبير الطيران الألماني هاينريش غروسبونغارت قائلا: "الجيوش هي التي تمتلك مثل هذه الأسلحة عادةً، وليس المنظمات المتمردة".