القمة الأوروبية في بروكسيل: رسالة تأنيب لتركيا وتحذير لسوريا
١٦ ديسمبر ٢٠٠٦اختُتمت اليوم الجمعة 15 ديسمبر/ كانون الأول 2006 أعمال القمة الأوروبية في بروكسيل بعدما ناقش رؤساء الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي على مدى يومين عددا من القضايا الهامة التي تتعلق بتوسيع الإتحاد الأوروبي وبإيجاد سياسة أوروبية موحدة ازاء القضايا المتعلقة بالهجرة وبالمحادثات مع تركيا. وجددت دول لإتحاد الأوروبي خلال هذه القمة رغبتها في" تعزيز الشراكة مع إفريقيا "والعمل على وضع استراتيجية مشتركة بين الإتحادين الإفريقي والأوروبي لعرضها خلال القمة الثانية بين أوروبا وإفريقيا التي ستعقد في النصف الثاني من العام 2007 في لشبونة بعدما أرجئت في في أبريل/نيسان 2003 إلى أجل غير مسمى عقب نشوب خلافات بين بعض الدول الإفريقية والأوروبية حول مشاركة رئيس زيمبابوي روبيرت موغابي المحظور عليه في أعمال تلك القمة.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر أوروبي أنه "لم يتم بعد التوصل لتسوية بشأن موغابي، لكن هناك ثمة مؤشرات إيجابية توحي بإمكانية إيجاد حل مقبول لجميع الاطراف يتمثل في ان يتم تمثيل دولة زيمبابزي في هذه القمة على المستوى الوزاري فقط.
توسيع الإتحاد الأوروبي والمفاوضات مع تركيا
أكد رؤساء الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي خلال القمة على ضرورة ربط مسألة توسيع الإتحاد الأوروبي بمدى قدرة الإتحاد على استيعاب أعضاء جدد، حيث دعا بعض الساسة الأوروبيين إلى ضرورة ترتيب البيت الأوروبي ودفع عجلة الإصلاحات داخله قبل ضم دول جديدة إليه. ويرى المراقبون السياسيون أن مسألة انضمام دول جديدة للإتحاد ستظل مرهونة بتجاوز أزمة إقرار الدستور الأوروبي الموحد الذي رفضته بعد الدول الأوروبية في استفتاء شعبي.
أما فيما يخص مفاوضات انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي، فقد صادق رؤساء دول وحكومات البلدان ال25 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة على تعليق العمل بثمانية فصول من أصل 35 فصلا تتعلق بمفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد بعدما رفضت أنقرة فتح مطاراتها وموانئها أمام السفن والطائرات القبرصية اليونانية بدون شروط. ولم يتطرق المسؤولون مجددا الى هذه النقطة الحساسة التي كانت تهدد بتعكير أجواء القمة. وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو في هذا المضمار: "لقد تركنا الباب مفتوحا أمام تركيا" رغم تعليق المفاوضات مع أنقرة جزئيا. وقالت مصادر أوروبية أنه لن يتم فتح أي فصل جديد في هذا الملف قبل نهاية السنة.
احترام سيادة لبنان وتحريك عملية السلام
حذر القادة الأوروبيون خلال القمة كلا من إيران وسوريا من مغبة التدخل في شؤون الدول المجاورة لهما، وربطوا تحسين علاقة تلك الدول مع الإتحاد الاوروبي بمدى استعداد تلك الدولتين لتبني مواقف "مسؤولة". وقال قادة الدول والحكومات الأوروبية في بيان أصدروه في ختام قمتهم جاء فيه "إن مجلس أوروبا يعبر عن قلقه ازاء التأثير السلبي للسياسات الإيرانية على استقرار وأمن الشرق الأوسط". وحث الإتحاد الأوروبي أيضا في بيانه حول الموضوع إيران على لعب دور مسؤول في منطقة الشرق الأوسط. أما فيما يتعلق ببرنامجها النووي فقد أعرب القادة عن أسفهم لرفض ايران مجموعة الحوافز التي قدمتها لها الدول الأوروبية مقابل وقف عملياتها لتخصيب اليورانيوم ودعوا مجددا مجلس الأمن الدولي الى التحرك. هذا وأدان القادة الأوروبيون المؤتمر الذي عقد في طهران هذا الأسبوع حول المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية وأدانوا إنكار المحرقة كحقيقة تاريخية.
وفيما يخص الأزمة السياسية في لبنان وجهت دول الإتحاد الأوروبي نداء إلى اللبنانيين تدعوهم فيه إلى احترام المؤسسات الديموقراطية في بلادهم. وفي السياق ذاته دعا الإتحاد الأوروبي سوريا إلى إنهاء كافة تدخلاتها في شؤون لبنان الداخلية والمشاركة الفعلية في استقرار لبنان والمنطقة، حتى تتمكن من تطوير علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي بما في ذلك الإتحاد الأوروبي. أما فيما يخص عملية السلام والصراع الفلسطيني الإسرائيلي فقد عبر قادة الإتحاد الأوروبي عن أملهم أن تتمكن اللجنة الرباعية من بلورة حلول "لتسوية شاملة" للنزاع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك التوصل الى اتفاقيات سلام مع سوريا ولبنان وتطبيع العلاقات بشكل تام بين إسرائيل والدول العربية. كما دعا القادة الأوروبيون إلى عقد مؤتمر دولي "في الوقت المناسب" لتحقيق هذه الأهداف بالتشاور مع الأطراف المعنية.