الكسب عامل رئيسي في اختيار التخصص الدراسي
٦ يناير ٢٠١٠غالبا ما تتفاوت الأجور التي يحصل عليها حملة نفس الشهادات داخل نفس القطاعات الاقتصادية، كما أنها تبقى في بعض الأحيان، لاسيما في القطاع الخاص، خاضعة لمبدأ التفاوض. وبكل تأكيد يلعب موضوع الأجور ومستوى العيش المرغوب تحقيقه عند دخول سوق العمل بالنسبة للعديد من الطلاب، دورا مهما في اختيار التخصصات الدراسية. وهذا ما أدركته بعض شركات الاستشارة الاقتصادية في ألمانيا التي تخصصت في مجال تقديم النصائح للشباب الراغبين في بدء دراستهم لمساعدتهم على اختيار التوجهات الدراسية المناسبة التي تتلاءم مع طموحاتهم المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه الشركات النصائح لخريجي الجامعات فيما يتعلق باختيار الشركات التي ينبغي تقديم طلب العمل لديها، فضلا عن تلقينهم طرق التفاوض مع أرباب عملهم المستقبليين كما يؤكد تيم بوغر، مدير إحدى هذه الشركات من مدينة هامبورغ الألمانية في حديث لدويتشه فيله.
رواتب حسب القطاعات الاقتصادية
وفي هذا السياق يذكر الخبير الألماني قواعد عامة تتعلق بمستوى الدخل المحصل عليه خلال السنوات الأولى من بدء العمل، فهي تختلف بشكل كبير من مجال اقتصادي إلى آخر. إذ هناك "قطاعات يمكن للمرء أن يحصل فيها على راتب شهري مرتفع كقطاع صناعة الأدوية أو القطاع البنكي أو قطاع الاستشارات الاقتصادية"، كما يقول تيم بوغر. بيد أن شركات صناعة التجهيزات الطبية تعد في نظره من بين أفضل أرباب العمل في ألمانيا، فهو يرى أن هذه الشركات "لا تتأثر بالأزمات الاقتصادية بسهولة، كما أن سوق الأجهزة الطبية يزداد نموا حتى في أوقات الأزمة". أما في مجال الهندسة المعمارية أو مهنة المحاماة أو الصحافة، فإن خريجي الجامعات يحتاجون إلى اجتياز فترات تدريبية طويلة قبل البدء في مسيرتهم المهنية والحصول على أجور تتناسب مع كفاءاتهم العلمية وتجربتهم العملية.
من ناحية أخرى يشير بوغر إلى أن خريجي الجامعات المتفوقين الذين أنهوا دراستهم بسرعة وبنتائج ممتازة يملكون حظوظا أوفر للحصول على أجور مرتفعة. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن أجور خريجي الجامعات تصل في ألمانيا المعدل إلى نحو 42.000 يورو في السنة خلال سنوات العمل الأولى. أما إذا كان خريجي الجامعات يحملون شواهد جامعية في تخصصات نادرة أو حصلوا على شهادة الدكتوراه، عندها يمكنهم أن يحصلوا على نحو 80.000 يورو في السنة. لكن ذلك يبقى حالة استثنائية حسب الخبير الألماني تيم بوغر.
علمي أم أدبي؟
على صعيد آخر تبقى حظوظ دارسي التخصصات الأدبية في الحصول على أجور مغرية ضعيفة مقارنة بخريجي الكليات العلمية والتقنية. لكن بعض الإحصائيات تشير إلى أن خريجي التخصصات الأدبي يمكنهم في بعض الحالات أن يحصلوا أيضا على رواتب عالية، وذلك في حال تقلدهم مناصب حكومية أو عملهم لدى شركات تربطها علاقات دائمة بالخارج خاصة إذا كانوا يتقنون لغات أجنبية. ونظرا لكون الطلاب الأجانب الحاصلين على شهادات جامعية ألمانية، يتقنون في العادة لغات أجنبية كثيرة، تبقى لهم حظوظ كبيرة في الحصول على عمل في ألمانيا نظرا اعتماد اقتصادها بشكل كبير على التصدير.
وينصح تيم بوغر الطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة والعمل في ألمانيا باختيار التخصصات الهندسية والتقنية التي يمكنها أن تعزز إلى جانب كفاءاتهم الثقافية واللغوية من حظوظهم أمام منافسيهم الألمان في الحصول على عمل جيد. فضلا عن ذلك يلفت بوغر إلى أن الجامعات الألمانية تتمتع بسمعة عالمية جيدة فيما يتعلق بجودة التعليم في التخصصات العلمية والهندسية التي تتيح إمكانيات متعددة للعمل.
الكاتب: خالد الكوطيط
مراجعة: طارق أنكاي