المعارضة السورية تعبر عن خيبة أمل من اتفاق جنيف حول سوريا
١ يوليو ٢٠١٢المعارضة السورية تعبر عن خيبة أمل من اتفاق جنيف حول سوريا
أعلن المجلس الوطني السوري المعارض انه توقع من مؤتمر جنيف الدولي حول سوريا "تحركا اكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام السوري". ووصف المجلس بيان لقاء جنيف بانه يفتقر الى "آلية واضحة للعمل".
أعلن المجلس الوطني السوري المعارض مساء اليوم الأحد (1 يوليو/ تموز) انه كان يأمل من مؤتمر جنيف الدولي الذي انعقد مساء السبت "تحركا أكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام السوري". وجاء في بيان رسمي صادر عن المجلس غداة دعوة مؤتمر جنيف إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم ممثلين للمعارضة والنظام "لقد امل الشعب السوري من المجتمع الدولي تحركا أكثر جدية وفاعلية في التعامل مع النظام بعد أن اتضح سلوكه الدموي".
وبعد أن أعرب بيان المجلس الوطني عن التقدير لـ"جهود الدول الصديقة للشعب السوري وسعيها الدؤوب لان تدخل سوريا مرحلة انتقالية بعد تنحي رأس النظام ومن تلطخت أياديهم بدماء السوريين"، رأى أن "اعلان جنيف بدا مفتقرا إلى آلية واضحة للعمل، وجدول زمني للتنفيذ وترك النظام دون مساءلة مما ينذر بسفك دماء عشرات الآلاف".
اتفاق جنيف "أسوأ موقف دولي تجاه سوريا"
واعتبر بسام إسحاق، عضو المجلس الوطني السوري في وقت سابق أن اتفاق جنيف "حيلة" ولا يتضمن النص شيئا جديدا، موضحا أن الكفاح المسلح سيتواصل. في المقابل اعتبر برهان غليون في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للمجلس على فيسبوك "ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبل فيها أعضاء مجلس الأمن الإملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيدا أمام جلاديه". ودعا غليون الشعب السوري إلى "خوض معركة التحرير الشعبية والانتصار فيها مستعينا بالله وبأبنائه الأبطال وبمساعدة الدول الشقيقة".
وفي تصريحات لتلفزيون العربية اعتبر غليون أن تصريحات بسمة قضماني لا تمثل الموقف الرسمي للمجلس، قائلا إن اتفاق جنيف "يشكل أسوأ موقف دولي يعلن حتى الآن خلال محادثات حول سوريا". وأوضح أن المجلس الوطني السوري سينشر بيانا رسميا حول اجتماع جنيف.
من جهتها وصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بانه "حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي" معتبرة ان الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية "لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين".
ألمانيا تعتبر اتفاق جنيف "دليلا واضحا" على التوصل لحل سياسي
واعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله في بيان صدر اليوم الأحد أن لقاء جنيف حول سوريا يشكل "دليلا واضحا" على الرغبة في التوصل على المستوى الدولي إلى حل سياسي للنزاع. وقال وزير الخارجية الألماني إن "لقاء السبت لمجموعة العمل في جنيف اظهر بوضوح رغبة المجموعة الدولية في التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سوريا عبر تحديد المبادئ على أساس خطة كوفي عنان (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية) الواقعة في ست نقاط".
وقال وزير الخارجية الألماني إن "مخاطر تصعيد جديد للوضع في سوريا وانتقال عدوى الأزمة في المنطقة تزايد بشكل إضافي في الأيام الماضية". وقال "انه أصبح يتوقع الآن أن تستخدم روسيا نفوذها بفاعلية على دمشق لوقف العنف وإفساح المجال أمام انطلاق عملية تفاوض فعلية".
فرنسا قد تطلب العمل بالفصل السابع
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الأحد إن نصا اتفقت عليه الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بجنيف حول عملية التحول السياسي في سوريا يلمح إلى ضرورة تنحي الأسد. وقال وزير الخارجية "يقول النص على وجه الخصوص إنه ستكون هناك حكومة انتقالية لها كل الصلاحيات... لن يكون بها بشار الأسد لأنها ستضم أشخاصا يجري الاتفاق عليهم بشكل متبادل." وصرح فابيوس لمحطة تلفزيونية "لن توافق المعارضة أبدا عليه لذلك فإنه يشير ضمنيا إلى ضرورة رحيل الأسد وإن أمره منته."
وقال فابيوس أيضا إنه إذا لم يكن اتفاق جنيف كافيا فستعود فرنسا إلى مجلس الأمن لتطلب العمل بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض تطبيق الخطة. ويتيح الفصل السابع لمجلس الأمن التفويض باتخاذ إجراءات تتراوح بين فرض عقوبات وبين التدخل العسكري.
وتم التوصل إلى اتفاق حول مبادئ المرحلة الانتقالية في سوريا السبت في جنيف خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا يمهد الطريق أمام حقبة "ما بعد الأسد"، بحسب الولايات المتحدة، في حين أن روسيا والصين أكدتا مجددا أن الأمر يعود للسوريين لتحديد مستقبلهم.
وينص الاتفاق خصوصا على أن الحكومة الانتقالية يمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية، كما أعلن مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي عنان، مبديا شكوكه في أن يختار السوريون أشخاصا "ملطخة أيديهم بالدماء"
.( م أ م/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين