" بادر بالقتل" فيلم جريء مرشح للأوسكار ويثير أسئلة محرجة في اسرائيل
١١ يناير ٢٠١٣لم يسبق لعملاء رفيعي المستوى سابقين لجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) الإفصاح عن تفاصيل عملهم كما هو الحال في هذا الفيلم الوثائقي الذي أخرجه العميل السابق "درور موريح" بعنوان " بادر بالقتل". والتقى المخرج مع ستة رؤساء سابقين لجهاز المخابرات الإسرائيلية وسجل معهم حوارات أفصحوا فيها عن نقد ذاتي للسياسة الأمنية الإسرائيلية كعمليات اغتيال القيادات الفلسطينية.
وحصل هذا الفيلم الذي تحمل نسخته الإنجليزية عنوان " حراس الباب" على جوائز كثيرة من النقاد وتم اختياره إلى جانب خمسة أفلام آخرى في صنف "أحسن فيلم وثائقي" لجوائز الأوسكار. وساهم في إنتاجه قناة NDR الألمانية والتلفزيون الإسرائيلي IBA والقناة الألمانية الفرنسية المشتركة ARTE. وبتاريخ 24 فبراير/ شباط المقبل ستوزع جوائزالأوسكار في لوس أنجلس. DW أجرت هذا الحوار مع "باتريسيا شليزنكر" من قناة NDR الألمانية، التي تابعت المشروع منذ البداية.
DWعربية: السيدة " شليزنكر" كيف ظهرت فكرة هذا العمل السينمائي الوثائقي الاستثنائي " بادر بالقتل"؟
باتريسيا شليزنكر: تعود الفكرة للكاتب والمخرج "درور موريح" الذي تحدث معنا حول المشروع عام 2008 وجاء حينها بتسجيل لحوارين مع مديرين سابقين لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت). فهؤلاء العملاء لا يعطون أي تصريحات صحفية، لكنه جاء بحوارات مسجلة معهم، واخبرنا أنه سيجري حوارات إضافية مع رؤساء سابقين آخرين للجهاز، فقلنا له، إذا نجحت في ذلك فستجدنا بجانبك.
في نظرك مالذي دفع الرؤساء السابقين لجهاز المخابرات لإعطاء تصريحات علنية ونقدية؟
إنه السؤال الحاسم. الجواب الوحيد الذي يمكن أن أعطيه هو أن هذه الشخصيات تنظر وبقلق كبير إلى مستقبل إسرائيل. وتتساءل كيف يسير البلد وإلى أين وهل توجد إسرائيل في الطريق المسدود. صحيح أن إسرائيل تربح كل المواجهات لكنها تخسر كل الحروب؟. الإسرائيليون أنفسهم يقولون أن وضعهم صار قاسيا، ليس فقط تجاه الفلسطينيين لكن تجاه أنفسم كذلك. إنها الفكرة التي تشغل بال الأجيال الجديدة في إسرائيل. الجديد والمحزن في الفيلم هو أن العديد من الوجوه التي لديها إلمام كبير بالسياسة الأمنية لديهما نفس النظرة النقدية.
لماذا قررتم كقناة تلفزيونية عمومية المشاركة في إنتاج هذا الفيلم؟
من المؤكد أن الصراع في الشرق الأوسط سيرافق الأجيال المقبلة، وأعتقد أن كل ما من شأنه المساعدة على توضيح معالم الصراع وإخراجه للعلن ودفع الجهتين المعنيتين لإعادة التفكير في توجهاتها، هو شيء مهم.
مالذي يجعل الفيلم مهما بالنسبة للجمهور العالمي؟
المهم هو كلام الرؤساء السابقين لجهاز "الشين بيت" الصريح عن عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية والقنابل الملقاة على غزة. وأيضا عن الرعب الذي ينشره اليهود المتشددون. فشعار جهاز الشين بيت هو "إذا جاء شخص ما ليقتلك، قف وبادر بالقتل". ومن هنا جاء عنوان الفيلم. فالحديث عن ما يشغل ذهن الجهاز الأمني الإسرائلي لا يهم الجمهور الألماني فقط وهذا وخير دليل على ذلك مساهمة شركاء عالمين في عملية إنتاجه.
هل تسبب الفيلم في ردود عند الرأي العام الإسرائيلي؟
تم عرض الفيلم في نهاية الأسبوع الماضي في القاعات السينمائية الإسرائيلية. ووقفت طوابير من الإسرائيليين أمام القاعات لمشاهدته. أُصيب الإسرائيليون حقيقة بالصدمة. وكتبت كل الصحف الإسرائيلية عن النقد الذاتي المتفاقم من داخل مركز السلطة تجاه السياسة الأمنية لإسرائيل، وهو النقد الذي كان يصدر في السابق من المعارضة. ومن الصعب جدا تجاهل النقد الذي يدلي به عملاء سريون سابقون.
ماذا يعني لكم كجهة منتجة ألمانية اختيار الفيل ضمن جوائز الأوسكار؟
إنها أول مرة نحصل فيها على أول أوسكار بفضل فيلم وثائقي ألماني وبموضوع في جدال كبير. إنه فيلم صعب الاستهلاك. رسالته محزنة جدا. وقوى نجاح هذا الفيلم رغبتنا في إنتاج مزيد من مثل هذه الأفلام وأيضا عدم الخجل تجاه مثل هذه الموضوعات الصعبة.
باتريسيا شليزنكر، مديرة قسم البرامج الثقافية والوثائقية للمحطة التلفزية لشمال ألمانيNDR