بدء محاكمة راتكو ملاديتش في جرائم حرب في البوسنة
١٦ مايو ٢٠١٢بدأت اليوم الأربعاء (15 مايو / أيار) محاكمة القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش المتهم خصوصا بارتكاب مجزرة سريبرينتسا في تموز/يوليو 1995 في لاهاي أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة. وقال درموت غروم، ممثل مكتب المدعي لدى افتتاح المرافعة التمهيدية "لقد تولى عملية التطهير العرقي في البوسنة". وأضاف أن "الادعاء سيقدم أدلة تثبت دون أن تترك أي مجال للشك بان الجنرال ملاديتش كان وراء كل واحدة من هذه الجرائم".
وافتتح رئيس هيئة الإدعاء في القضية ديرموت جروم مرافعته قائلا إن قيادات صرب البوسنة شنت هجوما ضد المسلمين والكروات في البوسنة عام 1992 "لا لسبب سوى أنهم من عرقية مختلفة".
ومضى يقول "في بعض الأحيان بلغ هذا الهجوم حد الإبادة الجماعية ". وسرد جروم ثلاثة من الأعمال الوحشية : إعدام أكثر من 150 رجل مسلم في بلدة فيسيتشي عام 1992، ومذبحة المسلمين في سربرنيتشا وقصف سوق ماركالي في وسط سراييفو عام 1995. وقال إن "الإدعاء سيقدم الدليل الذي يثبت بما لا يدع مجالا للشك ضلوع السيد ملاديتش في هذه الجرائم".
ويواجه ملاديتش، الذي حضر الجلسة اليوم، 11 تهمة تتعلق بجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب أخرى ارتكبها الجيش الصربي الذي كان يقوده خلال حرب البوسنة (1992-1995) بحق المسلمين والكروات. ومن أبرز هذه الأعمال الوحشية مذبحة سربرنيتشا عام 1995 والتي راح ضحيتها 8 آلاف مسلم تقريبا وفرض حصار لمدة 40 شهرا على سراييفو والذي أسفر عن مقتل 11 ألف شخص.
وبدأت المحاكمة بعد 17 عاما تقريبا من توجيه التهم ضد ملاديتش من قبل المحكمة، التي أنشأتها الأمم المتحدة لمحاسبة مرتكبي أخطر الجرائم التي وقعت خلال الحروب اليوغسلافية. ووجهت التهم ضد ملاديتش عام 1995، لكنه اختبأ في صربيا حيث ألقي القبض عليه أخيرا في أيار/مايو 2011 وجرى تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة. وتعد المحاكمة ضرورية للفصل في إدانة القيادة السياسية والعسكرية الصربية البوسنية، بل وأيضا دور بلغراد في الحرب. ويتوقع أن تستمر المرافعة التمهيدية للادعاء ست ساعات يومي الأربعاء والخميس. وستتواصل المحاكمة في 29 أيار/مايو مع الاستماع إلى أول شهود الادعاء الذي يرجح أن تستمر ثلاث سنوات. وأتت حوالي 20 والدة وأرملة فقدن أزواجهن او أولادهن في سريبرينتسا إلى لاهاي وتجمعن أمام المحكمة قبل بدء الجلسة ووصفن ملاديتش ب"الجزار".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي