تصاعد العنف في أوديسا وكييف تحمل موسكو المسؤولية
٥ مايو ٢٠١٤اتسعت رقعة التوتر في أوكرانيا لتمتد جنوبا حيث هاجم الآلاف من مناصري روسيا مقر الشرطة في أوديسا بعدما أدى حريق إلى مقتل عشرات منهم في أعمال عنف نسبت كييف مسؤوليتها لموسكو متهمة إياها بالسعي إلى "تدمير" البلاد. ونقلت فرانس برس عن مراسليها سماعهم دوي ثلاثة انفجارات قوية مساء أمس الأحد، لكن متحدثة باسم المتمردين قالت إن "المعارك انتهت".
وكان حريق في مبنى اتحاد نقابي في أوديسا، قد أدى يوم الجمعة الماضية إلى مقتل 42 شخصا معظمهم من الناشطين الموالين لروسيا بعد معارك مع متظاهرين مؤيدين لكييف. واتهم رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك الذي حضر إلى اوديسا للمشاركة في الحداد على القتلى الـ 42، روسيا بتنفيذ خطة "لتدمير أوكرانيا ودولتها
ومساء أمس الأحد احتشد الآلاف من أنصار وحدة أوكرانيا بوسط مدينة أوديسا في جنوب أوكرانيا، واعتمر بعضهم خوذات وتسلح بهراوات، ثم انطلقوا في مسيرة نحو المقر الإقليمي للشرطة حيث قابلهم رئيس المقر. وخاطب قائد الشرطة المتظاهرين بواسطة مكبر للصوت قائلا لهم "الجميع سواسية أمام القانون، ولهذا فأنا أعول على مساعدتكم ودعمكم". وأضاف "أوكرانيا موحدة و أوديسا جزء من أوكرانيا"، وهي العبارة التي قابلها المتظاهرون بالتصفيق والهتاف. بعدها توجه المتظاهرون بهدوء إلى مبنى "دار النقابات" الذي احترق الجمعة ورفعوا فوق ساريته مجددا العلم الأوكراني الذي كان موالون لروسيا انزلوه السبت وأحرقوه.
ميركل تدعو لإطلاق حوار وطني
وفي بادرة دبلوماسية، أعلن الكرملين أن رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بورخالتر سيزور موسكو بعد غد الأربعاء لمحاولة "نزع فتيل التوتر في أوكرانيا" وذلك بعد الإفراج أول أمس السبت عن مراقبي المنظمة الذين احتجزهم انفصاليون موالون لروسيا لمدة ثمانية أيام. وجاء الإعلان عن زيارة بورخالتر إثر اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي أعلنت أن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستناقشان سبل إطلاق حوار وطني في أوكرانيا. وقال الكرملين في بيان أمس الأحد إن "بوتين وميركل شددا على أهمية القيام بتحرك دولي فعال وخصوصا من جانب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، من أجل خفض التوتر في أوكرانيا".
وفي سياق متصل أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أولازولا فون ديرلاين عزمها مراجعة مشاركة المراقبين الألمان في مهمة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إذ قالت في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف" مساء أمس الأحد "سيتعين علينا تحليل هذا الموقف بالتحديد مجددا". وأضافت "يتعين علينا أن نطرح على وجه الخصوص تساؤلا حول كيفية حث الدولة المضيفة بصورة أقوى على تطبيق الضمانات الأمنية".
من جهة أخرى دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الأحد إلى عقد مؤتمر جنيف ثان لبحث الوضع في أوكرانيا.
وكان ممثلون عن أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توصلوا في جنيف في منتصف نيسان/ابريل إلى اتفاق يهدف إلى خفض التوتر في أوكرانيا وإعادة الاستقرار السياسي إليها. إلا أن هذا الاتفاق بقي حبرا على ورق واستمر التصعيد على الأرض.
ع.ج / ع.ج.م (آ ف ب، د ب آ)