تضارب الأنباء حول ضحايا معارك مسلحة في ولاية جنوب كردفان السودانية
١٢ يناير ٢٠١٣قال الجيش السوداني اليوم السبت (12 يناير/ كانون الثاني) إن عشرة جنود قتلوا في المعارك التي وقعت مساء أمس الجمعة على بعد نحو 15 كيلومترا جنوب مدينة كادوجلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. وألقى المتحدث باسم الجيش، الصوارمي خالد سعد، باللوم في الهجوم على "الجبهة الثورية السودانية" وعلى مظلة تضم حركة "الجيش الشعبي لتحرير السودان" وهو فرع من الحزب الحاكم في جنوب السودان المجاور وجماعات متمردة من دارفور وشرق السودان تشكلت أواخر عام 2011 .
وقال الصوارمي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية :"كنا في قاعدتنا عندما تعرضنا لهجوم من قبل الجبهة الثورية السودانية. تمكنا من وقف الهجوم وقتل عشرة أشخاص في صفوفنا ولا خسائر في المعدات".
وقالت صحيفة "تريبيون" السودانية إن حركة "الجيش الشعبي لتحرير السودان" المتمردة لم تتمكن من التعليق على بيان الجيش. وتقاتل القوات السودانية المتمردين في الولاية منذ أكثر من عام.
وتتاخم ولاية "جنوب كردفان" جنوب السودان الذي انفصل عن السودان في عام 2011 ليصبح دولة مستقلة بعد عقود من الحرب الأهلية. وتتهم الخرطوم جوبا بمساعدة المتمردين الذين يطالبون بالإطاحة بالحكومة السودانية ودخلوا في تحالف مع جماعات متمردة أخرى خرجت من منطقة غرب إقليم دارفور المضطرب. ورفعت حركة "الجيش الشعبي لتحرير السودان" أسلحتها ضد السودان بعد اتهامها بأن مرشحها فاز في انتخابات مهمة في جنوب كردفان لكن الخرطوم زورت النتيجة لصالح سياسيها المفضل.
نفي قاطع من المتمردين، ووضع غامض
ونفى المتمردون في ولاية جنوب كردفان السودانية اليوم السبت ما أعلنه الجيش من ان قواته قتلت "اكثر من 50 متمردا" الجمعة، مؤكدين في المقابل أن الجيش خسر 43 جنديا وتكبد "خسائر فادحة".
وقال ارنو لودي المتحدث باسم "الحركة الشعبية - شمال السودان" في بيان "تؤكد الحركة الشعبية- شمال السودان ان قواتها شنت هجوما بريا على معسكر قوات المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) بقرية الاحيمر جنوب كادقلي (...) كما قصفت المعسكر العسكري بالحمره شرق كادقلي ومعسكر السريف داخل مدينة كادقلي وتكبد العدو خسائر فادحة في الافراد والعتاد وتم إضعاف قدرته القتالية".
واكد البيان ان 43 جنديا سودانيا قتلوا في المعارك في حين اقتصرت خسائر المهاجمين على ثمانية جنود. لكن محللا سياسيا أكد لوكالة فرانس برس أن طرفي النزاع لا يقدمان الارقام الحقيقية للضحايا. وليست هناك اي جهة مستقلة على الارض للتحقق من هذه الارقام، اذ ان الحكومة السودانية قلصت لدواع امنية من تحركات وكالات الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة الدولية في المناطق التي تسيطر عليها حركات التمرد.
والجمعة نقلت وسائل اعلام رسمية عن الرئيس السوداني عمر البشير قوله "لن نسمح لاي قوى سياسية تتعامل مع المتمردين والخارجين عن القانون بممارسة العمل السياسي". وسبق لقوات التمرد ان قصفت كادقلي خمس مرات بقذائف الهاون خلال شهري تشرين الاول/ اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر.
وبحسب الامم المحدة فان 900 الف شخص يعيشون اوضاعا مأسوية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، مشيرة الى انهم يقتاتون من أوراق الاشجار للبقاء على قيد الحياة.
م. أ. م./ م.س ( د ب أ، أ ف ب)