تعليقات الصحف: مصر تشبه أنبوب اختبار قد ينفجر
١ نوفمبر ٢٠١٢نبدأ بتعليق صحيفة "تاغس تسايتونغ" التي تصدر في برلين على حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعلاقتها بالربيع العربي، والذي جاء فيه:
"من الذي جعل الربيع العربي ممكنا؟ الجدل على أشده بشأن من الذي أطلق هذا الربيع وما تلاه من توجيه للانتفاضة الديمقراطية في الشرق الأوسط. في المناظرة التلفزيونية الأخيرة من حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية سعى الرئيس أوباما إلى تسجيل سقوط الحكام المستبدين في تونس ومصر على أنه نجاح لسياسته الخارجية. وبالطبع رفض منافسه رومني هذا الكلام (...) وعلى كل حال وفي المرحلة المبكرة من الانتفاضات العربية لم تنظر سوى قلة من المراقبين إلى الانتفاضات على أنها ثمرة طال انتظارها لرعاية أمريكية صبورة للديمقراطية؛ بل إن الأكثرية كانت توجه انتقادات حادة للإدارة الأميركية، من قبيل شكوك تجاه تونس، وسوء تفاهم بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية إزاء التعامل مع مصر، وسلبية تجاه ليبيا استمرت إلى أن أقنعت الحكومتان الفرنسية والبريطانية الولايات المتحدة في النهاية بالمشاركة في عمل عسكري".
أما صحيفة "نويه تسويرشر تسايتونغ" السويسرية فنظرت بقلق تجاه التطورات في تونس/ إذ كتبت تقول:
"لم يبق الكثير من أجواء الانتفاضة، كما أن المناخ السياسي عاد مرة أخرى للتوتر مثلما كان الوضع عندما تم طرد بن علي. المعارضة ساخطة على حركة النهضة، التي تعلن بدورها عن تمسكها بشريكي الائتلاف. وحتى في ملعبها الأصلي ترى النهضة نفسها في مواجهة مع السلفيين الذين يدفعهم تطرفهم إلى عدم قبول أي تأخير لتطبيق الشريعة الإسلامية. والأصعب من هذا هو أن النزاعات السياسية بين الإسلاميين والعلمانيين انتقلت في الفترة الأخيرة إلى الشارع وشهدت حالات عنف. (...) إن تبخر أجواء الانتفاضة يتعلق في النهاية أيضا بعدم نجاح الحكومة في تحقيق الكثير على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي".
أما صحيفة "برلينر تسايتونغ" فقد استغربت من خطط الحكومة المصرية بشأن إغلاق المحلات التجارية مبكرا، فكتبت تقول:
"في مصر يشعر الناس غالبا منذ قيام الثورة، كما لو أنهم في مختبر تجارب، فالمجتمع عبارة عن أنبوب اختبار فيه خليط غريب يغلي. يحاول الكيميائيون من خلال إضافات جديدة باستمرار منعه من الفوران أو ربما الانفجار. الوضع الاقتصادي مهدد حاليا بشكل خاص، فنقص البنزين والانقطاع الدائم للتيار الكهربائي يخلقان صعوبات للمصريين الذين يقومون بمظاهرات واحتجاجات. ويحاول المساعدون في المختبر الآن تجربة دواء يزعمون أنه يساعد على التخفيف من شدة المعاناة. هذا الدواء هو قرار بإغلاق المحلات التجارية مع حلول الساعة العاشرة مساء، أما المقاهي والمطاعم فينبغي أن تغلق عند منتصف الليل، ولا يستثنى من ذلك إلا المطاعم السياحية وبارات الفنادق. وتقول حسابات الوزارة المسؤولة عن هذا القرار إن ذلك قد يوفر على الدولة مليار يورو (...) الرئيس الجديد محمد مرسي ليس أول من يحاول حل مشكلة الكهرباء بهذه الطريقة، فمن سبقوه حاولوا أيضا، لكنهم وعلى سبيل المثال تخلوا بسرعة عن قانون إغلاق المحلات التجارية. (...) وفي النهاية ربما لن يقود تطبيق قرار إغلاق المحلات إلى تهدئة، وإنما إلى انفجار: فمن لا يتمكن من مواصلة الجلوس في المقهى؛ سيكون لديه المزيد من الوقت للتظاهر".