ثمن الثورة ـ تونس في انتظار عودة السياح
٤ يونيو ٢٠١١إنه وقت الظهيرة في العاصمة تونس حيث يجلس المسنون وطلبة من صغار السن في المقاهي الصغيرة الممتدة عبر شارع الحبيب بورقيبة، حيث يتواجد الجيش أيضا وحيث أقيمت الأسلاك الشائكة والمتاريس. أزقة مدينة تونس العاصمة حيث تنتشر فيها المحلات الصغيرة لبيع الحلي الفضية والسجاجيد اليدوية والأقمشة التقليدية تخلو من المشترين. والسائحون القليلون المتواجدين في المنطقة يستقبلهم الباعة بترحيب حار. توفيق بن هادي شماخي، أحد أصحاب محلات بيع التحف في تونس يقول "نحب ثورتنا"، لكن "المشكلة تمكن حاليا في أن السياح لا يأتون إلى البلاد، وهذا جزء من الثورة والثمن الذي يجب علينا دفعه ".
شواطئ خالية
جزيرة جربة السياحية من أكثر المناطق المتضررة من قلة توافد السياح على البلاد. فمعظم سكان الجزيرة يعتمدون اعتمادا كبيرا على قطاع السياحة. الفنادق الصغيرة في جربة شبه خالية من السائحين والشواطئ أيضا، وهو أمر لم يعتاده سكان الجزيرة، بالرغم من العروض المغرية وتخفيض الأسعار إلى ما يصل إلى 50 في المائة. وعوضا عن السائحين الذين كانوا يستمتعون بالشمس ورمال شواطئ جربه جلس أصحاب الجمال في الظل يدخنون لتمضية الوقت فيما انتشرت جِمالهم على الشواطئ. "القرب من لبيبا، هو ما أثر علينا"، كما يوضح أحد أصحاب الشواطئ وهو ينظف الأكواب، "فالناس تخاف من قرب الحرب من المنطقة، المياه هي التي تفصلنا عن ليبيا. في البداية كانت الثورة والآن الحرب في الدولة المجاورة ".
أما السياح القلائل الذين أتوا إلى جربه فهم يستمتعون بالشاطئ ويحرسهم عدد كبير من رجال الأمن التابعين للفنادق. أحد أفراد الأمن، شاب في الخامسة والعشرين من عمره يعبر عن سعادته بأنه وجد عملا في هذا الوقت الصعب، فـ"أغلب أصدقائي عاطلين عن العمل منذ الثورة. فالفنادق لم تعتد تستقبل نزلاء وقاموا بتسريح رجال الأمن. ورئيسي في العمل السابق لم يعد بإمكانه دفع مرتبي".
معالم تاريخية وأعمال فنية تجذ السياح
في تونس العاصمة تقف جماعة من الرجال مختلفة الأعمار أمام دكان بيع الجرائد في شارع الحبيب بورقية و يتحدثون عن إشاعة تقول إن العسكر يخططون لانقلاب عسكري في حال فوز الإسلاميين في الانتخابات. وهذه الإشاعة دفعت العاصمة تونس إلى القيام بمظاهرات على مدار يومين، وفرضت الحكومة الانتقالية على خلفيتها حظر التجوال لمدة أسبوع. وبالطبع ساهمت هذه الخطوة في الإضرار بمالكي الفنادق والمطاعم، ومع ذلك لا تألوا الحكومة التونسية جهدا في اجتذاب السياح. فإضافة إلى المنتجعات والسواحل والشمس الدافئة توجد في تونس توجد معالم أثرية تجذب السياح مثل تلك المناطق الأثرية مدينة مكثر والتي توجد بها معالم تعود إلى العصر الروماني، وكذلك معالم أثرية في مدينة سبيطلة، ناهيك عن أن هناك مجالات جديدة قد تشد السياح إليها خاصة هواة جمع الأعمال الفنية. وقد ظهرت أعمال فنية مرتبطة بالثورة تلفت نظر السياح.
كارولين برنر (ه.إ.ح)
مراجعة: عبده جميل المخلافي