1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبراء: تراجع نفوذ إيران وحلفائها أتاح انتخاب رئيس للبنان

١٠ يناير ٢٠٢٥

بقي لبنان من دون رئيس على مدى عامين اتُهم فيهما حزب الله من قِبَل معارضيه بعرقلته التصويت نتيجة عجزه عن فرض مرشحه. لكن تراجع نفوذ إيران وحلفائها أتاح انتخاب رئيس قوي للبنان يتمتع بدعم المجتمع الدولي، وفق ما يرى محللون.

https://p.dw.com/p/4p2Dd
رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد جوزيف عون كان قائدا للجيش اللبناني.
رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد جوزيف عون كان قائدا للجيش اللبناني.صورة من: Bilal Hussein/AP/picture alliance

أتاح تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة -لا سيما حزب الله- انتخاب رئيس قوي للبنان يتمتع بدعم المجتمع الدولي، بعد أكثر من عامين من الفراغ، كما يرى محللون.

وأكد رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد جوزيف عون الذي كان قائدا للجيش، إثر انتخابه أمس الخميس التاسع من يناير / كانون الثاني 2025 في البرلمان "بدء مرحلة جديدة للبنان"، مؤشرا إلى تحقيق توازن في السياسة الخارجية للبلد الذي يخرج من حرب دامية بين حزب الله حليف إيران وإسرائيل.

سقوط الأسد ومقتل نصر الله

بقي لبنان -الذي اعتاد التدخلات الأجنبية في انتخاباته الرئاسية- من دون رئيس منذ أواخر عام 2022، حين اتُهم حزب الله النافذ -والذي يتمتع بقوة عسكرية لا يستهان بها- من قبل معارضيه بعرقلة التصويت لعجزه عن فرض مرشحه.

لكن حزب الله تلقى ضربة قاسية في مواجهته مع إسرائيل التي استمرت سنة تقريبا على خلفية الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وخرج منها ضعيفا قبل أن يخسر حليفا استراتيجيا مع سقوط رئيس النظام السوري المطاح به بشار الأسد في الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2025.

وتحولت المواجهة المحدودة بين حزب الله واسرائيل إلى حرب مفتوحة في سبتمبر / أيلول 2024 قَتَلت خلالها إسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصرالله وعددا كبيرا من قياداته العسكرية، قبل أن تنتهي باتفاق وقف إطلاق نار في نوفمبر / تشرين الثاني 2024.

"هزيمة سياسية بعد عسكرية للحزب"

ويعتبر هلال خشان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت أن "الهزيمة السياسية" لحزب الله "تأتي بعد الهزيمة العسكرية المدمرة" في مواجهته مع إسرائيل.

 وترى من جهتها لينا خطيب المحللة في معهد "شاتام هاوس" بأن "هذه المرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية (في العام 1990)، التي ينتخب فيها رئيس لبناني بدون موافقة مسبقة من إيران ونظام بشار الأسد المخلوع"، وفق ما قالت.

 وتضيف لينا خطيب أن "قبول حزب الله بانتخاب جوزيف عون يعني أنه لم يعد يملي الأجندة السياسية للبنان". وتشرح أن هذا الانعطاف هو "نتيجة مباشرة للمتغيرات الجيوسياسية على النطاق الأوسع في الشرق الأوسط، أي انتهاء نفوذ إيران في المنطقة".

دعم أمريكي فرنسي قطري سعودي مصري

ويحظى جوزيف عون الذي يُعرف بحياديته ونزاهته، بدعم خمس دول تعاونت في حل الأزمة الرئاسية اللبنانية وهي الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والسعودية ومصر. ويشير مصدر دبلوماسي فرنسي لفرانس برس إلى أن "دور الخماسية كان حاسما. دعم السعودية على وجه الخصوص في اللحظة الأخيرة كان عاملا حاسما بشكل خاص".

فقدت السعودية القوة الإقليمية البارزة، اهتمامها خلال السنوات الأخيرة بالملف اللبناني مع تزايد نفوذ إيران فيه. وتعهد الرئيس الجديد اعتماد "سياسة الحياد الإيجابي"، بعيدا عن سياسة المحاور الإقليمية وبناء أفضل العلاقات مع الدول العربية. وتعهد كذلك بالعمل "على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح"، ما يفتح المجال لمحادثات شائكة مع حزب الله حول نزع السلاح.

تطمينات سعودية للثنائي الشيعي

وحزب الله هو القوة الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد نهاية الحرب الأهلية في لبنان في العام 1990، بحجة مقاومة إسرائيل. وحتى اللحظة الأخيرة كان حزب الله وحليفته حركة أمل مترددين في انتخاب جوزيف عون. وصوت نوابهم الثلاثون بورقة بيضاء في الجولة الأولى من جلسة الانتخاب صباح الخميس 09 / 01 / 2025، وهذا لم يسمح لعون بالحصول على الأغلبية التي تخوله الفوز من المحاولة الأولى.

وأكد مصدر مقرب من الطرفين فضَّلَ عدم الكشف عن هويته أن الطرفين حصلا على ضمانات بعد لقاء بين ممثلين عنهما وقائد الجيش بين الجولتين الانتخابيتين الخميس. يضاف ذلك إلى اجتماع "قبل الجلسة بساعتين" مع الموفد السعودي يزيد بن فرحان.

سوريا مركز إنتاج وتجارة المخدرت في عهد نظام الأسد

ويشير المصدر إلى أن الثنائي الشيعي طلب "أن تتعهد السعودية بموضوع إعادة الإعمار، كما اتفقا مع رئيس الجمهورية ومع السعودية أن تبقى وزارة المالية مع الطائفة الشيعية"، بالإضافة إلى "تثبيت وقف إطلاق النار واسم قائد الجيش" الجديد، وحصلوا على "تعهدات". وسمح ذلك بانتخاب عون بغالبية واسعة في الجولة الثانية بعد الظهر.

دور الجيش المحوري في الهدنة

ويعتقد محللون أن الدور الرئيسي الذي لعبه الجيش في تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2024، كان عاملا حاسما في صعود جوزيف عون نحو الرئاسة.

ويرى هلال خشان: "لم يعد أمام حزب الله خيار سوى التحول إلى حزب سياسي ... والرئيس المنبثق من الجيش وحده قادر على نزع سلاح حزب الله، خاصة بعد أن دمرت إسرائيل أكثر من 80% من معداته العسكرية".

ع.م / خ.س (أ ف ب)