خبرات ألمانية لمعالجة مرض الشلل الدماغي عن الأطفال في سوريا
٢١ مايو ٢٠٠٧يمر الإنسان بعد ولادته بمرحلة تطور طبيعي تبدأ بحركات معينة تليها مرحلة الجلوس والوقوف ثم المشي خلال السنة الأولى من عمره. وفي أحيان كثيرة يجهل الآباء طبيعة هذه الحركات مما يعني معاناة أطفالهم من إعاقات يجهلونها خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل. الطبيب التشيكي- الألماني فاسلاف فويتا Vacelav Vojta وصف النمو الطبيعي للطفل بدقة على أساس أن هناك حركات عشوائية ومنعكسات بدائية ووضعية لا بد للطفل من القيام بها والاستجابة لها في سن مبكرة. وفي حال تأخره في القيام بإحداها فإن ذلك قد يكون إنذاراً لمعاناته من إعاقة في دماغه.
أما في حال أظهر سلوك المولود الجديد اضطراباً تجاه الحركات والمنعكسات المذكورة في نفس الوقت فإن ذلك يعد مؤشراً قوياً على وجود إعاقة قد تصل إلى حد الشلل الدماغي. وتكمن ميزة الكشف المبكر عن هذه الاضطرابات في أنها تساعد على التشخيص المبكر للمرض في سن ما بين الشهرين الأول والثالث والبدء بمعالجته. وكلما كان الكشف مبكراً كلما كانت فرص النجاح في علاجها أفضل عن طريق القيام بتمارين وعلاج فيزيائي منتظم في إطار طريقة معالجة وضعها فويتا وتحمل اسمه Die LAGERAKTIONEN NACH VOJTA. وهو الأمر الذي تظهره خبرات المشافي والمصحات التي تعتمد هذه الطريقة في ألمانيا وأو وربا.
الدور المحوري للأم في الكشف عن إعاقة طفلهافويتا أكد في وصفه لكيفية اكتشاف المرض على دور الأم التي ينبغي عليها مراجعة الطبيب المتخصص في حالة لاحظت أن طفلها يعاني من التوتر أو والتأخر في الحركات العشوائية الطبيعية، أو في حالة عدم انتظام نومه وصعوبة البلع ورجفان الأطراف وضيق تنفس. ومن الحالات التي تستدعي القلق ومراجعة الطبيب بقاء كف الطفل مغلق بقوة ولجوئه للبكاء كما تعرض للضوء والصوت والغسيل الخ. وهذا ما تؤكد عليه الدكتورة صوفيا شفيدريك السيد الإحصائية بطب الأطفال في جمعية الأمل السورية في مدينة اللاذقية السورية: "هنالك اضطرابات حسية حركية غير ثابتة، وعند الكشف المبكر عنها تتوفر إمكانية المعالجة والعودة إلى الوضع الطبيعي للطفل وفقاً لطريقة فويتا".
أهم ميزات طريقة فويتا انخفاض تكلفتهاالنجاح الذي حققته طريقة فويتا في مختلف أنحاء العالم دفعت الجمعية السورية المتخصصة بمساعدة الأطفال المعاقين لاعتماد هذه الطريقة لعلاج الأطفال الذين تقوم برعايتهم. ومن الأسباب الهامة التي وقفت وراء هذا الاختيار كما تقول الدكتورة شفيدريك انخفاض تكلفتها. "نقوم بتعليم الأهل أساليب العلاج في بيوتهم حسب شدة الإصابة وعلى أساس تطبيق تمارين معينة أربع مرات في اليوم"، تقول الطبيبة وتضيف: "من ميزات هذه الطريقة أيضاً بساطة الأدوات المستخدمة التي يشكل سرير العلاج وبعض أدوات قياس الجسم وضغط الدم أهمها". يضاف إلى ذلك أن هناك أهمية خاصة لمهارات الشخص الذي يقوم بالمعالجة والمراقبة.
وتتوقع الطبيبة زيادة إقبال الأهالي على معالجة أبنائهم بهذه الطريقة: " بدأنا قبل فترة قصيرة بـ 44 حالة والآن ازداد العدد ليصل إلى 77 حالة "، كما تقول بأن الكثير من الأهالي أتوا عن طريق السمعة من أهالي لأطفال مرضى تتم معالجتهم بطريقة فويتا، "ويقوم الأهالي ومن باب الاطمئنان على تحسن مرضاهم لدينا بأخذهم إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت للكشف عنهم هناك. وغالباً يعودون من هناك ليقولوا لنا أن أطباء الجامعة مدحوا طريقتنا.".
الاندماج في المجتمع هدف مساعدة المعاقين
وقد تم افتتاح الجمعية رسميا في (17 مايو/ أيار 2007) برعاية وحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية الدكتورة ديالا حاج عارف التي أكدت على أهمية الاعتماد على الخبرات الأجنبية في معالجة أمراض الإعاقة. وفي هذا الإطار تسعى إدارة الجمعية لاستقدام خبراء مختصين من مركز فويتا للعلاج في ألمانيا من أجل تحسين أداء عاملي الجمعية في مجال الكشف المبكر عن أمراض الشلل الدماغي وآخر التطورات في مجال علاجها. وتضيف "إن جمعيتنا بدأت نشاطها في عام 2005 لمساعدة الأطفال المعاقين لاسيما المصابين بالشلل الدماغي بهدف دمجهم في مجتمعهم". ودعت السيدة دكّر إلى التبرع للجمعية التي لا تعمل من أجل الربح وإنما لتقديم أعمال الخير للمحتاجين.