ردود فعل متباينة على فوز اوباما بجائزة نوبل للسلام
٩ أكتوبر ٢٠٠٩أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الجمعة (9 أكتوبر / تشرين الأوّل) في البيت الأبيض أنّه "فوجىء" بإعلان فوزه بجائزة نوبل للسلام التي تلقاها بـ "تواضع عميق"، معتبرا أنه لا يستحق هذه الجائزة مقارنة بالفائزين السابقين بها. وفي أول رد فعل له بعد فوزه بالجائزة، قال أوباما إنه يرى فيها "دعوة للعمل" ضد الاحتباس الحراري والانتشار النووي ولحل النزاعات وليس"اعترافا بانجازاته الشخصية، مشددا على أنها "تأكيد على زعامة أميركية باسم تطلعات يتقاسمها البشر من كل الأمم". كما اعتبر أوباما هذا التكريم بأنه يعد "نداء للجميع للعمل بكل قوة من أجل أن تصبح هذه الرؤية واقعا شيئا فشيئا. في غضون ذلك أعلن روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض اليوم الجمعة أن أوباما سيتوجه شخصيا إلى أوسلو لتسلم جائزة نوبل للسلام في العاشر من كانون الأول/ديسمبر القادم.
"عودة الولايات المتحدة وسط شعوب العالم "
وهنأ قادة العالم الرئيس الأميركي بفوزه بجائزة نوبل للسلام لعام 2009 ومن بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أكدت أن المكافأة، التي نالها الرئيس الأميركي، تشكل "تشجيعا" على العمل من أجل السلام. فيحين أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن أمله في أن يساهم فوز أوباما بهذه الجائزة في إحراز المزيد من التقدم فيما يتعلق بخفض التسلح.
من جهته أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن أوباما "يجسد روحية جديدة من الحوار"، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن هذه الجائزة تكرم عودة الولايات المتحدة "لتصبح وسط جميع شعوب الأرض". أمّا الفاتيكان فأعلن أن هذه الجائزة هي مكافأة "لنزع السلاح النووي والسلام في العالم". وبدورها أعربت روسيا عن ترحيبها بحصول أوباما على جائزة نوبل للسلام معتبرة أن هذا التكريم من شأنه أن يعزز "الحراك الذي بدأ في العلاقات الروسية - الأمريكية". وفي الشرق الأوسط، أعرب كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أملهما في "دفع عملية السلام قدما" مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
تشجيع النوايا أكثر من مكافئة الانجازات
مقال هذه الإشادات انتقد أعضاء في الحزب الجمهوري الأمريكي منح أوباما جائزة نوبل للسلام هذا العام. وفي هذا السياق قال مايكل ستيل، رئيس الحزب الجمهوري، معلقا على الإعلان عن فوز أوباما بالجائزة "تساءل الأمريكيون عما حققه أوباما فعلا". ورأى ستيل حسب وسائل إعلام أمريكية أن هذا القرار كان "للأسف" بناء على قوة جاذبية أوباما كنجم سياسي". وفي السياق نفسه انتقدت ميريد كوريجان ماجوير، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1976 تكريما لجهودها في خدمة السلام في أيرلندا الشمالية، منح الجائزة نفسها لأوباما قائلة إن قرار منح الجائزة للرئيس الأمريكي "محزن جدا" لأن الجائزة تمنح عادة لأشخاص أنهوا حروبا وأيدوا نزع السلاح.
وفي إيران أعلن أحد مستشاري الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن منح أوباما جائزة نوبل للسلام يجب أن يحثه على إنهاء الظلم في العالم. في حين ندد ذبيح الله مجاهد، متحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، بمنح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي أوباما، وذلك قبيل بث الأخير في مسألة إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى أفغانستان للتصدي للمتمردين. وقال المتحدث باسم الحركة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن أوباما "لم يفعل شيئا من أجل السلام في أفغانستان"، مشيرا إلى أنه "لم يتخذ أي إجراء لجعل البلد أكثر استقرارا" على حد تعبيره.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي