ستولتنبرغ - من مناوئ لحلف الناتو إلى أمينه العام
٢٨ سبتمبر ٢٠١٤يتمتع الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي النرويجي ينس ستولتنبرغ، بعلاقات وثيقة مع روسيا، وهي ورقة ستساعده على تحسين العلاقات الفاترة بين الحلف وموسكو. ويعد ستولتنبرغ البالغ من العمر خمسة وخمسين عاما، أول أمين عام للحلف الأطلسي منحدر من دولة حدودية مع روسيا. درس رئيس الوزراء النرويجي السابق الاقتصاد ولم يكن أبدا من متابعي قضايا الدفاع والأمن، لكن السنوات العشر التي أمضاها في السلطة على رأس مختلف الحكومات ساهمت في إثراء علاقاته الدولية وخبرته في التفاوض. وقد بدأ مسيرته السياسية في الأوساط الراديكالية المعارضة للحلف قبل أن يصبح مؤيدا للتوافق الذي يمكن أن يتبلور اليوم عبر علاقات جيدة مع القادة الروس.
وفي عهده أبرمت النرويج وروسيا اتفاقات مهمة حول رسم حدودهما في بحر بارنتس وإعفاء شعبي البلدين من تأشيرات دخول. ويتولى ستولتنبرغ مهامه الأربعاء القادم (الأول من أكتوبر، تشرين الأول 2014) خلفا للدنماركي اندرس فوغ راسموسن، في الوقت الذي يمر الحلف وروسيا بأخطر أزمة ناجمة عن المسألة الأوكرانية منذ انتهاء الحرب الباردة.
والملفت للنظر أنه ومنذ تعيينه أمينا عاما للناتو، التزم ينس ستولتنبرغ الصمت تجاه تطورات المشهد الأوكراني ومن غير الواضح ما إذا كان سيتخذ "موقفا حازما بدرجة كافية قريبة من سلفه (راسموسن) أم أنه سيعمل على التهدئة"، يقول فيفين بيرتوسو الخبير في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في بروكسل للوكالة الفرنسية. بيد أن ستولتنبرغ صرح في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لوكالة الأنباء النرويجية، بأن "روسيا اختارت بنفسها خطا عدوانيا. لذلك لا يمكن أن يكون لدينا الأمل نفسه الذي كان يحدونا من قبل في شراكة وثيقة".
نضال ضد الناتو
وفي شبابه ناضل ستولتنبرغ ضد حلف الأطلسي والمجموعة الأوروبية، وهما الهيئتان اللتان أصبح لاحقا مؤيدا لهما. وعندما كان وزيرا احتج على التجارب النووية الفرنسية في موروروا عبر مشاركته في سباق دراجات هوائية بين اوسلو وباريس عام 1995. وفي عهد حكومته، شاركت النرويج في الحرب في أفغانستان والضربات الجوية على ليبيا ضد نظام معمر القذافي السابق.
ويحظى ستولتنبرغ بشعبية كبرى في بلاده ونال تقديرا كبيرا في العالم حين دعا إلى "مزيد من الديمقراطية" و"مزيد من الإنسانية" في وجه الهجمات المتطرفة التي نفذها اندرس بريفيك الذي قتل 77 شخصا في 22 تموز/يوليو 2011. وأصبح في الآونة الأخيرة يتقن جيدا كيفية التوصل إلى تسويات إلى حد انتقده البعض بأنه يهرب من النزاع. وحسب وسائل الإعلام النرويجية، فإن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل هي التي اقترحت ترشيحه لتولي منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي. وقد لقي هذا الاقتراح تأييد الرئيس الأميركي باراك اوباما فورا.
و.ب/ م.س ( أ ف ب)