"سيدات القهوة" في إثيوبيا .. أحلام في الفناجين
كوب القهوة اليومي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لا يعني بدء اليوم بانتعاش فقط، بل يفيد الاقتصاد المحلي، ذلك أن النساء اللواتي يبعن القهوة في الشوارع يمكنهن إعالة أسرهن من القهوة.
تنتشر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا طاولات تبيع من على فوقها نساء أكواب القهوة بأسعار زهيدة للغاية، إلا أنها تدر دخلاً معقولاً على "سيدات القهوة" في المدينة.
يسعى كثير من بائعات القهوة إلى الارتقاء بمهنتهن و"التخرج" من الطاولات البسيطة إلى افتتاح مقهى - ولو متواضع - يدرّ دخلاً ثابتاً عليهن.
رغم بساطة الإمكانات، إلا أن الابتسامة لا تكاد تفارق شفاه "سيدات القهوة" في أديس أبابا. زبائن عديدون يقدرون المعاملة الودودة والقهوة التقليدية، ما يدفعهم إلى القدوم مراراً.
رغم أن بيع القهوة في العاصمة الإثيوبية مربح حتى الآن، إلا أن البعض يفكر بالهجرة إلى دول غنية أو متقدمة والبحث عن وظائف أقل إرهاقاً وأعلى دخلاً.
تقدم معظم السيدات في أديس أبابا القهوة المصنوعة على الطريقة التقليدية، في أكواب من الفخار، والتي تلقى إقبالاً أكبر بكثير من القهوة سريعة التحضير.
للقهوة في إثيوبيا تقاليد عريقة، يمثلها مقهى "توموكا" الشهير في أديس أبابا (في الصورة)، والذي يقدم القهوة التقليدية منذ عام 1953 ويسعى لنشر القهوة الإثيوبية في أفريقيا بأكملها.
ازدياد المقاهي وطاولات بيع القهوة في أديس أبابا يعكس تغير أنماط شرب القهوة في هذا البلد الأفريقي، فالجيل الشاب وإيقاع الحياة السريع لا يسمح بوقت كاف لتحميص البن وصنع القهوة في المنزل.
رغم انتشار القهوة التقليدية، إلا أن الشباب والأجانب في إثيوبيا يفضلون المقاهي العصرية، والتي تقدم القهوة المستوردة، مثل سلسلة مقاهي "كالدي" (في الصورة)، التي تضم 22 فرعاً في البلاد.
رغم مشقة العمل وأرباحه المتواضعة، تأمل الكثيرات من "سيدات القهوة" في أديس أبابا في امتلاك مقهى خاص بهن يوماً ما والتخلي عن حياة التنقل والعمل المتواصل. الكاتب: جيمس جيفري/ ياسر أبو معيلق