صحف ألمانية: الاحتجاجات ضد مرسي قد تكون متأخرة
٢٩ نوفمبر ٢٠١٢
رغم أن صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ (Frankfurter AllgemeineZeitung) انتقدت نهج التحرك الأحادي الذي اعتمده الرئيس مرسي، إلا أنها أعربت في الوقت ذاته عن تفهمها ولو جزئيا لما تضمنه الإعلان الدستوري من قرارات:
"سياسيا قرارات مرسي مشكوك فيها. رغم ذلك لها أسباب قوية تبررها؛ فالمسار السياسي في مصر معطل ومجمد والنظام السابق لم يستسلم بعد، بل استعاد رجاله في الأشهر الأخيرة بعضا من نفوذهم. (...) لكن الرئيس مرسي قام بخطأ مصيري؛ فإذا كان إخفاقه في كسب ولاء ممثلي النظام السابق ومؤسساته أمرا بديهيا، فإنه كان من الأجدى له استشارة القوى الثورية في ميدان التحرير إلى جانب القوى العلمانية، وذلك لضمان دعمهم".
أما صحيفة "دي فيلت" (Die Welt) الصادرة في برلين فحذرت من مغبة استبدال ديكتاتورية مبارك الصديقة للغرب بأخرى مناوئة له:
"من يتابع محاولات الإخوان المسلمين الحثيثة للسيطرة على مراكز القوى السياسية والاجتماعية، فإنه سيصل إلى قناعة مفادها أن ما يحدث في مصر لا علاقة له بإرساء مفهوم التعددية. ومن الواضح أن الإخوان المسلمين يريدون استبدال ديكتاتورية مبارك المبنية على الثقافة الأحادية بثقافة أحادية أخرى خاصة بهم (...) تقضي باستبدال ديكتاتورية صديقة للغرب بمستبدين مناوئين له، أسسوا حركتهم اعتمادا على الكراهية للغرب وإسرائيل. وهذا لن يضر بمصالحنا فحسب وإنما سيقضي أيضا على الآفاق المستقبلية لمصر".
وفي ذات الإطار، وصفت صحيفة باديشر تاغسبلات (Badische Tagblatt) الصادرة في مدينة بادن بادن الاحتجاجات الحالية ضد مرسي باحتجاجات "الفرصة الأخيرة":
"جاءت الاحتجاجات ضد مرسي الذي نصَب نفسه فوق جميع السلطات متأخرة، بل متأخرة جدا. ورغم ذلك فهي الفرصة الأخيرة لتحويل الثورة إلى مسار جيد، لأن تدخل الجيش كما يأمل بعض المراقبين في سبيل منع قيام دولة الشريعة على ضفاف نهر النيل، لا يمكنه أن يحقق الهدف، بل إنه سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء فقط. علما أنه وعلى المدى المتوسط يتوجب ترقب انفجار موجة غضب شعبية جديدة".
أما صحيفة فيسبادنر كورير (Wiesbadener Kurier) فحذرت من تفاقم الأزمة:
"قد يظهر مرسي بصورة الرئيس الواقعي المعتدل، غير أن شبح الحرب الأهلية سيخيم على البلاد فور قيام حركة الإخوان المسلمين بتحريك قاعدتها المحافظة والواسعة ضد القوى العلمانية التي تشعر بأن الثورة سرقت منها. وسيساهم السلفيون الراديكاليون أنصار الشريعة في تأجيج تلك المواجهات. وما يثير القلق الموقف غير الواضح للجيش وقوات الأمن. وفي كل الأحوال لا يجب على الولايات المتحدة أن تتردد في استخدام مساعدتها المالية لمصر التي تصل إلى مليارات الدولارات كوسيلة لحث القاهرة على الاعتدال ومراعاة الأسس الديمقراطية".