فرص أفضل لعلاج المصابين بعيوب خلقية في القلب
٢٢ سبتمبر ٢٠٠٨كانت ياسمين كريمر في العشرين من عمرها عندما اكتشفت أنها مصابة بعيب خلقي في القلب. جاء ذلك بعد خضوعها لفحص طبي دقيق في إحدى المستشفيات خلال دراستها الجامعية. أظهر التشخيص بأن أذيني وبطيني القلب معكوسان. وعلى الرغم من خطورة الأمراض القلبية عامة، فإن أمام المصابين بالعيوب الخلقية فرصة للعيش بشكل طبيعي على ضوء التقدم الذي يحرزه الطب الحديث.
تحسن كبير في نسبة الذين يتعايشون مع أمراض عيوب القلب الخلقية
تشير جمعية القلب الألمانية في دوسلدورف إلى أن 180 ألفا من البالغين الألمان يعانون من عيوب خلقية في القلب. ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 225 ألفاً خلال عشر سنوات. وتفيد إحصاءات الجمعية بأنه خلال الفترة من 1950 إلى عام 1959 كان عشرة في المائة فقط من المصابين بعيوب قلبية خلقية يعيشون حتى سن الثامنة عشرة. وعلى خلاف ذلك فإن حوالي سبعين في المائة من هؤلاء تمكنوا من العيش حتى بعد هذه السن خلال الفترة من من 1990 إلى 1999.
من الصعب اكتشاف عيب خلقي في قلب المريض خلال سن الطفولة أو حتى في سن ياسمين كريمر. وعادة ما يتم الاكتشاف عن طريق الموجات فوق الصوتية خلال فترة الحمل. يقول مارتن شنايدر رئيس قسم طب قلب الطفل في مركز سانت أوجستين الألماني القريب من بون: "إذا تم اكتشاف شيء خلال الفحص الدوري للأم الحامل فإنه يتم إرسالها إلى الأخصائيين". وقد تحسن الوضع كثيرا هذه الأيام مقارنة بالماضي حيث كان اكتشاف العيوب الخلقية نادرا وخاصة لدى الأطفال الرضّع.
إقبال متزايد على التخصص في معالجة عيوب القلب الخلقية
أما فيما يتعلق بكريمر فإنها كانت محظوظة لأنه تم اكتشاف العيب الخلقي في قلبها وجرى علاجه. لكن القلب ضعف مع مرور الوقت متسببا في حدوث خلل إيقاعي. وحينما بلغت الثانية والثلاثين أحالها الطبيب إلى مركز قلب الطفل في سانت أوجستين حيث وضع لها جهاز لضبط النبض. تقول كريمر التي يبلغ عمرها الآن 35 عاما: "كان علي أن أقضي أسبوعا في المستشفى. لكن بعد مرور شهر من الجراحة لم ألاحظ أيه علامات على أنني خضعت لعملية جراحية". وتضيف: "يتم يوميا نقل بيانات قلبي إلى المستشفى بشكل آلي. وإذا كان هناك مشكلة أتلقى مكالمة من هناك".
حتى الآن يظل مرضى عيوب القلب الخلقية في رعاية أطباء قلب الطفل الذين تعاملوا معهم منذ سن الصغر. ومع ذلك يتزايد عدد الأطباء الذين يتخصصون في علاج عيوب الأطفال حديثي الولادة. فقد حصل 30 طبيبا على شهادات في هذا المجال مؤخرا. وحسب جمعية طب القلب الألمانية فإن هذا يعني ملء الفراغ في مجال الأطفال المصابين مستقبلا.