فرص جيدة للتوصل إلى اتفاق حول البرنامح النووي الإيراني
٣٠ مارس ٢٠١٥على مدى سنوات طويلة كانت هناك مفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني كما تم تطبيق عقوبات ضد إيران. وفي عام 2013 تم التوصل بين إيران والدول المفاوضة، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى اتفاق مؤقت، بهدف تقليص البرنامج النووي الإيراني وتخفيض بعض العقوبات ضد طهران. حاليا تقوم البعثات في لوزان السويسرية بوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق مبدئي يهدف إلى التوصل إلى حل سياسي شامل. ويعبر الخبير الإيراني محسن ميلاني من جامعة جنوب فلوريدا عن اعتقاده أنه " يمكن التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل الموعد المحدد في 31 مارس الجاري".
وأكد مهتمون بالشأن الايراني على هذا التقييم الذي صرح به الخبير ميلاني واعتبروا أن " هناك ما يشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق يمهد الطريق لما تبقى في المفاوضات" ، كما جاء على لسان شارل فيرغسن ، رئيس اتحاد العلماء الأمريكيين. لكنه أشار إلى أنه لازالت هناك أمور تفصيلية يلزم توضيحها بعد تاريخ 31 مارس.
من جهته يرى رولاند بوب من مركز الدراسات الأمنية بجامعة ETH في زيوريخ السويسرية وجود فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق، حيث تتوافق مواقف الأطراف في ضرورة التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الشأن.
الخطوات الأخيرة هي الأصعب
ورغم هذه التصريحات التي تبعث على الثقة والأمل، يجب القول أن هناك أمام المفاوضين عقبات يلزم العمل على إزالتها:
أولا يجب تمديد الفترة التي قد يمكن لإيران خلالها صنع قنبلة نووية. فإيران تود تطوير برنامجها النووي في أسرع وقت ممكن، لأهداف سلمية، كما تؤكد طهران. وعلى عكس ذلك تنطلق تصورات الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين من ضرورة تقليص حجم البرنامج النووي الإيراني وتقنيته بشكل يسمح بتمديد مدة صناعة قنبلة نوووية محتملة. فكلما طالت المدة الضرورية لصناعتها كلما زاد احتمال التوصل إلى حل ما. وتنتقد قوى محافظة في الولايات المتحدة اقتراحا وسطا يحدد هذه المدة بسنة واحدة، حيث تعتبرهذه الفترة قصيرة جدا.
ويعبر الخبير رولاند بوب عن اعتقاده أن مثل هذه المناقشات حول الاطار الزمني لا يؤدي إلى نتيجة كبيرة ويقول: "حتى لو قررت إيران صناعة القنبلة النووية فإنها ستكون أيضا في حاجة إلى عشر سنوات على الأقل إلى حين الحصول على مصداقيتها كقوة ردع أمام القوى النووية الأخرى" . وحتى بالنظر الى إمكانية البحث عن بديل لذلك، فلا يجب أن تفشل المفاوضات بسبب هذه النقطة، مستدركا أن بديل ذلك سيكون بمثابة " إنهاء المفاوضات وحينها تستمر طهران في تطوير برنامجها النووي دون عائق وربما دون إمكانية الاستمرار في مراقبتة".
ثانيا يجب البحث عن حل وسط بشأن مراقبة وتفتيش البرنامج النووي لطهران، كما يلاحظ شارل فيرغسن ، رئيس اتحاد العلماء الأمريكيين ويقول إن " إيران لاتريد أن تتم معاملتها بشكل غير عادل." وللتأكيد على نواياها السملية فستكون طهران ملزمة بالسماح بعمليات التفتيش بشكل أكبر من إجراءات المراقبة المتعارف عليها، بل وأقوى مما تم نهجه في الماضي.
ثالثا يجب على المفاوضين الاتفاق على موعد للتوصل إلى اتفاق نهائي. الدول الغربية الاربع تريد أن تلزم إيران بفترة أطول من 10 أعوام، يتم فيها تقييد استخدام التقنية النووية، غير أن إيران تود الحصول على مهلة أقصر.
رابعا يجب الاتفاق على عقوبات موحدة ضد نظام طهران. حتى الآن لم يتضح بعد إلى إي مدى خفضت الولايات المتحدة و دول الاتحاد الاوروبي و الامم المتحدة من عقوباتها ضد إيران، وربما تم رفع الحظر عنها. وذكر الخبير الايراني محسن ميلاني أن الولايات المتحدة تفضل إلغاء الحظر بشكل تدريجي.
ورغم التطورات التي شهدتها المفاوضات فقد رفض متشددون في كل من طهران والكونغرس الأمريكي التنازل لصالح الطرف الآخر. ويجب الإشارة إلى أن المفاوضات الحالية بشأن الاتفاق المبدئي تشكل إطارا لاتفاق نهائي. أما التفاصيل التقنية الشاملة فسيتم توضيحها في جولة نهائية من المفاوضات حتى تاريخ 30 يونيو/ حزيران.
لا بديل للحل الوسط
ورغم المعوقات الكثيرة ينتظر الخبراء امكانية التوصل إلى حل وسط يجد قبولا لدى الطرفين. كما يعتبرون أن ذلك أفضل على كل حال من الوضع القائم أو من فشل المحادثات بشكل كامل. "كل المشاركين وحتى المتشككين لدى الطرفين يرون أن هناك حاجة للتوصل الى حل وسط "، كما يقول فيرغوسن. وبصرف النظر عن نتائج أية مفاوضات فمما لاشك فيه هو أن "إيران ستمتلك في يوم ما السلاح النووي"، كما يؤكد المتحدث فيرغوسن.