لم تجعل الهجمات الجوية المكثفة من قبل قوات الحلفاء على ليبيا العقيد القذافي يحيد قيد أنملة عن موقفه. إذ قال إنه لن يستسلم، وأضاف في خطاب تليفزيوني له أن بلده على استعداد للقتال. الدكتاتور الليبي يقف بكل قوته ضد تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تدير عملية "فجر الأوديسا" ضد القذافي وأتباعه، وتهدف العملية إلى إنشاء منطقة حظر الطيران لوقف الهجمات الجوية القاتلة ضد المدنيين والمعارضين السياسيين. أما فجاء رده في منتهى القسوة، واستخدم المدنيين كدروع بشرية، وراوغ في تطبيق وقف إطلاق النار. القذافي لا يفكر في الاستسلام.
وفي الوقت نفسه يشتعل الصراع بين دول حلف الناتو على القيادة العليا لعملية "فجر الأوديسا". فالولايات المتحدة وبريطانيا ترغبان تسليم قيادة العمليات العسكرية في أقرب وقت ممكن لحلف شمال الأطلسي، ولكن الحلف منقسم على نفسه في هذا الشأن. ففرنسا ترغب في تولي قيادة العمليات جنبا إلى جنب مع جامعة الدول العربية من أجل الحصول على تأييد العالم العربي. لكن تركيا التي تساهم بثاني أكبر عدد قوات في حلف الناتو منزعجة من الغارات الأميركية والفرنسية والبريطانية. أما ألمانيا فقد وضعت نفسها في مسألة ليبيا على الهامش، إذ قررت عدم إرسال أي قوات إلى ليبيا. المستشارة الألمانية ترى أن الوضع في ليبيا خطير ومرشح للتدهور، وهي في ذلك تتخذ موقفا قريبا بشكل نادر من الموقف الروسي والبرازيلي والصيني والهندي. قرار مجلس الأمن حصد كذلك انتقادات قاسية من روسيا، فقد وصفه بوتين بأنه "دعوة إلى حملة صليبية من القرون الوسطى". جامعة الدول العربية التي اكتسب طلبها الرمزي إقامة منطقة حظر جوي قيمة كبيرة لدى الغرب، عادت وقالت على لسان أمينها إن التسبب في وفاة مدنيين يذهب إلى أبعد من الخطوات التي وافقت عليها. وإلى الآن فإن قطر هي الشريك العربي الوحيد في العمليات العسكرية.
الأمم الأخرى ترى أن المعلومات التي لديها ليست كافية حول الوضع في ليبيا، كما أنها تخشى أن يكون إرسال قوات إلى هناك أمرا محفوفا بالمخاطر. والأمم المتحدة تؤكد على أنه لا يوجد تفويض للغزو أو الاحتلال. ماذا سيحدث بعد حظر الطيران؟ من سيأتي بعد القذافي؟ هل سيؤدي الصراع في النهاية إلى تقسيم البلاد؟ هل سيتحول المخلص المنتظر القادم من الغرب إلى مستغل مكروه؟ أليس العالم العربي هو أفضل من يساعد نفسه؟
ما رأيك: ماذا بعد الهجمات ضد نظام القذافي ؟
الكتابة لنا على العنوان التالي : [email protected]
الضيوف:
شتيفان بوخن : صحفي من القناة الألمانية الأولى ـ ألمانيا
أنيس أبو العلا : مراسل قناة العربية من برلين ـ مصر
نورا لافي : مركز دراسات الشرق الحديث في برلين ـ الجزائر