مارغريت.. ألمانية تكافح إيبولا والموت وأشياء أخرى
١٩ سبتمبر ٢٠١٤"إنها خسارة كبيرة، لكل المستشفى". تصف الألمانية مارغريت غيراتز نيمه، مديرة المستشفى الميداني في عاصمة لييبريا، وفاة ثلاثة من موظفيها بسبب فيروس إيبولا. المستشفى الذي أغلق لمدة ستة أسابيع، وأعيد افتتاحه من جديد لاستقبال مرضى المصابين بالفيروس القاتل.
تقول مارغريت: "الناس هنا بحاجة لنا". إذ يقوم المستشفى بدعم المصابين ومعالجتهم بمساعدات قادمة من ألمانيا. "هذا يمنحني القوة أكثر لتقديم المساعدة". المساعدات الألمانية لا تأتي على شكل تبرعات مالية فقط، بل ترسل سيارات وعربات لنقل الموتى. "جثث الموتى في الشوارع تأكلها الكلاب السائبة". هكذا تصف الوضع مديرة المستشفى الألماني في العاصمة الليبيرية مونروفيا.
أسست الألمانية مارغريت المستشفى مع زوجها الطبيب الليبيري منذ أكثر من 30 عاما، لتقديم المساعدة الطبية لمن يحتاجها من الفقراء الذين لا يقدرون على دفع رسوم العلاج. المديرة مارغريت لم تكمل دراستها الطبية، وقدمت مع زوجها الطبيب المساعدة الطبية إلى الناس وحتى رجال الميليشيات المتقاتلة خلال الحرب الأهلية في ليبيريا، خلال تسعينات القرن الماضي.
خسرت مارغريت زوجها خلال الحرب بعد إطلاق النار عليه من قبل طفل مقاتل خلال الحرب الأهلية أيضا. كان المستشفى خارج العاصمة، ويقدم المساعدات للنازحين من البلاد التي كانت تعصف الحرب بها. لكن مارغريت لم تتوقف عن مساعدة الناس، فعادت عام 2006 وأسست المستشفى من جديد في العاصمة مونروفيا.
العدو الجديد .. إيبولا
لم يكن المستشفى مستعدا لاستقبال المصابين بفيروس إيبولا حين انتشاره، الأمر الذي أدى إلى خسارة ثلاثة من العاملين في المستشفى بسبب الإصابة بالفيروس. "كان الجميع حذرا جدا بالتعامل مع المصابين"، تقول مارغريت. وصلت بعد ذلك مساعدات طبية وتجهيزات للوقاية من المرض. "كان المستشفى مليئا بالمرضى والجثث، انتظرنا فترة حتى وصلت عربات نقل الموتى وسيارات الإسعاف". وخلال هذه الفترة لقي العاملون الثلاثة مصرعهم بسبب الفيروس.
تقول مارغريت: "لا أخاف من المرض.عندي ثقة بالعاملين هنا. كما أننا جهزنا أنفسنا بشكل جيد، ما يجعلنا قادرين على العمل بظروف صحية ومساعدة الآخرين". الطبيب كوناه دولو يشاركها الرأي أيضا: "إنه وضع مخيف وصعب، الأزمة صعبة الفهم، ولكن يجب علينا أن لا نستسلم".