مصر: تواصل فرز الأصوات وسط اتهامات بالتزوير
٢٩ نوفمبر ٢٠١٠اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها صدر اليوم الاثنين ان الانتخابات التشريعية المصرية "لم تكن حرة"، فيما اعتبرت جماعة الاخوان المسلمين، أكبر قوى المعارضة، انها "باطلة بسبب التزوير". واكد القيادي الرفيع في جماعة الاخوان عصام العريان لوكالة فرانس برس ان "الانتخابات باطلة والتزوير واضح" مشيرا الى انه يتم التلاعب حتى في نتائج فرز الصناديق.
"السلطات مسؤولة عن ما حدث"
واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر الاثنين ان الانتخابات شابتها "تقارير عن منع مؤيدي المعارضة من دخول اللجان الانتخابية والتعرض لأعمال العنف". وأشارت إلى وجود تقارير عن "مخالفات لا حصر لها، منها أعمال اعتقال ومضايقات بحق الصحافيين، وحرمان مندوبي مرشحي المعارضة من دخول 30 لجنة انتخابية زارتها هيومن رايتس ووتش في شتى أنحاء مصر، مع انتشار ادعاءات كثيرة بأعمال تزوير لأصوات الناخبين".
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة جو ستورك في مؤتمر صحافي عقدته صباح الاثنين عدة منظمات حقوقية ودولية ان "السلطات تبدو مسؤولة عما حدث" من اعمال بلطجة خلال الانتخابات، مشيرا الى ان مندوبي هيومن رايتس ووتش الذي قاموا بجولات حول مراكز الاقتراع "رأوا رجال شرطة بزي مدني يقولون لبلطجية ان مهمتهم انتهت عند احد مكاتب الاقتراع ويطلبون منهم الانتقال الى مركز انتخاب اخر".
"الاخوان" يقرون بعدم فوز أي من مرشحيهم
وفيما أشارت تقارير اعلامية إلى تقدم واضح للحزب الوطني الحاكم أقرت اليوم الإثنين جماعة الاخوان المسلمين المصرية المحظورة وهي أكبر كتلة معارضة في البرلمان المصري المنتهية مدته بعدم فوز أي من مرشحيها في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد. وقال سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للاخوان في البرلمان المنتهية مدته "البعض سيدخل جولات اعادة لكن ليس هناك مرشح واحد من الاخوان فاز في الجولة الأولى." وستجري جولة الاعادة في الخامس من ديسمبر/كانون الأول المقبل. وكان أعضاء جماعة الاخوان المسلمين فازوا بخُمس مقاعد البرلمان في الانتخابات السابقة حيث شغلوا 88 مقعدا.
تباين حول نسبة المشاركة
وذكرت وسائل الإعلام ان نسبة المشاركة في انتخابات الاحد وفق الأرقام الرسمية بلغت نحو 25 بالمائة ما يعني مشاركة عشرة ملايين من إجمالي 40 مليون ناخب مسجل وهي نسبة تزيد قليلا عن نسبة المشاركة في انتخابات 2005 التي بلغت قرابة 23 بالمائة.
لكن جماعات لحقوق الإنسان شككت اليوم في النسبة الرسمية المعلنة، وقال مجدي عبد الحميد رئيس الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية إن جمعيته قدرت أن نسبة الإقبال لم تتعد عشرة في المئة استنادا إلى ألف مراقب غطوا 40 في المئة من 222 دائرة انتخابية في أنحاء مصر.
وفي الانتخابات السابقة عام 2005 كانت النسبة الرسمية للإقبال على الانتخابات 22 في المئة. وقالت جماعات لحقوق الإنسان إن النسبة بلغت 12 في المئة في ذلك الحين.
وقال جمال عيد رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومقرها القاهرة إن نسبة الإقبال الرسمية لانتخابات أمس تم قياسها طبقا لعدد بطاقات الاقتراع في الصناديق. ومضى يقول "كما نعلم فإن حوالي نصف البطاقات.. الحكومة تملؤها وليس الناخبين" وأضاف أن مما شاهده أمس فإن "نسبة المشاركة بالتأكيد أقل من 2005 ."
اعمال عنف وتزوير
وأشارت بعض هيئات المجتمع المدني التي راقبت الانتخابات إلى وقوع انتهاكات وأعمال تزوير خلال الانتخابات، فقد أفاد التحالف المصري لمراقبة الانتخابات، الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصرية، عن مقتل شخصين في اشتباكات انتخابية الاحد في اسيوط وشمال سيناء. واكد التحالف في تقرير اصدره مساء الاحد بعد اغلاق صناديق الاقتراع وبدء عمليات الفرز ان "الانتخابات شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات". واضاف انه تم رصد حالات "تسويد لبطاقات الاقتراع لصالح مرشحي الحزب الوطني في العديد من اللجان والمحافظات" مشيرا بذلك الى عمليات تعبئة الصناديق ببطاقات اقتراع مزورة.
ونشرت بعض الصحف المستقلة والحزبية صورا ومقالات تظهر حدوث اعمال تزوير و"بلطجة" واسعة على حد قولها. وعنونت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة "مصر صوتت" في تلاعب بين التصويت الانتخابي ومعنى كلمة "يصوت" (يصرخ او يولول) في اللهجة المصرية. كما اشارت الى "مصرع اربعة اشخاص على الاقل في اشتباكات مختلفة والغاء الانتخابات في عدد من اللجان". وعنونت صحيفة الدستور المستقلة "يوم عصيب" فوق صورة لعناصر من الامن المركزي يطلقون الغاز المسيل للدموع قرب مركز انتخابي.
اما صحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الوفد الليبرالي المعارض فقد عنونت "فازت البلطجة وسقطت هيبة الدولة". اما صحيفة الاحرار لسان حزب الاحرار فقد عنونت "الحزب الحاكم يستعين بالبلطجية وانصاره يستخدمون المولوتوف لارهاب الناخبين". في المقابل اشادت الصحف الحكومية بـ"هدوء" ما اسمته "عرس الديمقراطية".
من جانبها قالت وزارة الداخلية المصرية ان العديد من حوادث اطلاق النار والصدامات بين انصار مرشحين وقعت في أنحاء متفرقة من البلاد. غير ان المتحدث باسم الوزارة طارق عطية اكد ان "الانتخابات جرت في جو ديموقراطي وساد الهدوء معظم الدوائر الانتخابية رغم بعض المناوشات والحوادث التي وقعت والتي تعتبر محدودة نسبيا بالنسبة للوضع التنافسي الساخن".
(ه ع ا/دب ا، اف ب، رويترز)
مراجعة: هبة الله إسماعيل