معارض ليبي: لا نريد التدخل العسكري والشعب سيسقط القذافي
٢٨ فبراير ٢٠١١فيما تسيطر المعارضة الليبية على المزيد من المدن وتضيق الخناق على القذافي وقواته والاقتراب من معقله الأخير في العاصمة طرابلس؛ يزداد الضغط الدولي عليه ويفرض المجتمع الدولي المزيد من العقوبات عليه وعلى نظامه، دون استبعاد أي اجراء أو خيار لارغامه على الرحيل، بما في ذلك الخيار العسكري الذي بات وارداً مع تصاعد المطالب الدولية بانهاء نظام القذافي. وفي هذا السياق قال الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية- البنتاغون اليوم الاثنين (28 شباط/ فبراير) إن الجيش الأمريكي أعاد نشر قواته البحرية والجوية حول ليبيا وذلك لتوفير قدرات مرنة بمجرد اتخاذ قرارات معينة. كذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن عمل بريطانيا مع حلفائها لوضع خطط لفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا من أجل حماية الشعب من الهجمات العسكرية التي تشنها قوات القذافي.
دويتشه فيله: ما الذي تنتظره المعارضة الليبية من الغرب؟
عاشور الشامي: نحن لا نتكلم عن المعارضة ، نحن نتكلم عن الشعب الليبي الذي يقف ضد القذافي وأولاده، فهذا هو الوضع الحقيقي. أما بخصوص ما ينتظره الشعب الليبي من العالم فهو الدعم المباشر والقوي مادياً ومعنوياً، ورد فعل المجتمع الدولي جيد حتى الآن ومقبول من الشعب الليبي إلى حد كبير جداً، ونتمنى أن يكون هناك حظر جوي. أما أكثر من ذلك والتدخل المباشر فهو غير مطلوب وغير مرغوب فيه.
إذا انتم لا تريدون التدخل الدولي العسكري لاسقاط نظام القذافي؟
لا، إننا لا نريد التدخل العسكري. لأن القذافي سيسقط بطريقة أو أخرى على يد الشعب الليبي. وبهذه الضغوط المتكررة من الداخل ومن الخارج، وبانحياز الكثير من القيادات العسكرية والمدنية إلى الشعب الليبي وبتخلي الجنود عنه سيضعف القذافي ولا يبقى أمامه بعد ذلك سوى الرحيل أو الوقوع في يد الشعب.
ولكن القذافي يرفض التنازل والرحيل ويقول إنه لايزال يسيطر على الوضع وزمام المبادرة بيده، برأيك هل يمكن ارغامه على الرحيل، وكيف السبيل إلى ذلك؟
إذأً ليبقى في باب العزيزية وليتحمل نتائج هذا القرار. إن ما يقوله القذافي ما هو إلا كلام لا معنى له، إنه لا يعرف ماذا يريد، ولا ماذا يفعل، لأنه لم يعد يملك القدرة العقلية والطبيعية للتفاهم، ولا يمكن التفاهم معه بأي شكل من الأشكال، ويجب أن يعرف هو وأولاده بأنه لا بد من رحيلهم.
هل يعني ذلك أنه ليس هناك مجال للحوار والتفاهم معه وبالتالي الاتفاق على حل وسط؟
لا، ليس هناك مجال أبداً، لقد أصبح الوقت متأخراُ جداً جداً لذلك. فلو أنه في البداية وبعد الخطاب الأول لابنه سيف الاسلام، لو عرض شيئاً معقولاً على الشعب الليبي كان يمكن الحوار معه والوصول إلى اتفاق. ولكنه هو الذي بدأ بالعدوان، وجهز آلته العسكرية من أجل سفك الدماء، ولم يترك أي مجال للحوار لا هو ولا ابنه بعد الكلام الذي قالوه، فمنذ البداية جاءوا بروح عدوانية وقتلوا وخونوا الليبيين واتهموهم بتناول المخدرات وغير ذلك.
نعم هذه الاتهامات باتت معروفة، ولكن ماذا تنتظرون من الجيش والدور الذي يمكن أن يلعبه في اسقاط القذافي؟
إننا ننتظر منه مواقف وطنية والارتداد والانسحاب والتخلي عن القذافي، هذا هو ما ننتظره من الجيش، ونعتقد أنه سيقوم بذلك.
هل هناك اتفاق بين أطراف وقوى المعارضة على "المجلس الوطني المؤقت" وعلى مرحلة ما بعد القذافي؟
أي معارضة، ليست هناك معارضة، هناك الشعب الليبي والقذافي فقط. طبعا هناك اتفاق، ولكن بالنسبة لمرحلة ما بعد القذافي إنها طويلة ولها مجال آخر. نحن نبحث الآن مواقف وخطوات مؤقتة يتم الاتفاق عليها لتسيير الأمور ولم الشمل قدر الإمكان، وهذه الأمور متفق عليه. كما أن المجلس المؤقت في بنغازي وافق عليه الليبيون في مدن الزاوية ومصراته والرشبان أيضاً، أي في الطرف الآخر من ليبيا، هذا هو المطلوب الآن، وليس هناك حاجة للتحدث عن أمور بعيدة المدى حاليا.
ولكن ما هي ملامح المرحلة القادمة، فهناك دول تعرب عن مخاوفها من التطورات التي يمكن أن تشهدها ليبيا، ولتبديد هذه المخاوف على الأقل، لا بد من تحديد الملامح العامة للمرحلة القادمة؟
الملامح يرسمها الليبيون وطريقة عيشهم، الشعب الليبي شعب مسالم ويحب جيرانه والآخرين ومنفتح على العالم ويريد الديمقراطية، حيث هناك طيف واسع في ليبيا يتحدث عن الحرية والديمقراطية منذ فترة طويلة.
حسناً، ما هي ملامح هذه الديمقراطية، القذافي أيضاً كان يتحدث على مدى اربعة عقود عن الديمقراطية والحرية وسلطة وحكم الشعب؟
اي ديمقراطية يتحدث عنها القذافي يا أخي!!؟
ما هي ملامح ديمقراطيتكم التي تتحدثون أنتم عنها الآن، هل هي الديمقراطية المعروفة في الغرب؟
إنها ديمقراطية العرب والمسلمين والليبيين، إنها ديمقراطية تحترم الانسان وعقله، تحترم الحضارة والتقدم وتبادل الآراء وحل المشاكل عن طريق الحوار، وتؤمن بتداول السلطة والانتخابات، وغيرها من ملامح الديمقراطية في الدول المتقدمة.
أجرى الحوار: عارف جابو
مراجعة: هبة الله إسماعيل
**عاشور الشامس: كاتب وصحافي ليبي معارض مقيم في لندن