معارك جديدة بين الإدارة الأمريكية وموقع ويكيليكس
٣١ أغسطس ٢٠١١أدانت واشنطن بشدة نشر موقع ويكيليكس مجموعة جديدة من الوثائق الدبلوماسية أمس الاثنين، بشكل غير قانوني حسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند التي اتهمت الموقع بتعريض حياة أفراد للخطر، وقالت: "إضافة إلى الأضرار بجهودنا الدبلوماسية، يعرض هذا الأمر أمن أفراد للخطر ويهدد أمننا القومي ويقوض جهودنا للعمل مع دول على حل مشاكل مشتركة". وأكدت نولاند أن الإدارة الأمريكية "تواصل التحرك للتخفيف من الأضرار التي يتسبب بها (نشر الوثائق) للأمن القومي ولمساعدة الذين تأذوا من الكشف غير القانوني، بقدر ما تسمح وسائلنا". والتزاما بسياسة الخارجية الأمريكية، رفضت نولاند التعليق على صحة هذه الوثائق أو عدمها.
ورد موقع ويكيليكس على اتهامات واشنطن اليوم الثلاثاء (31 آب/ أغسطس 2011) بنفي أن يكون قد كشف مصادره في سلسلة جديدة من 134 ألف وثيقة دبلوماسية أمريكية نشرها أمس. وكان ويكيليكس، الموقع المتخصص بنشر وثائق سرية، قد أعطى في الماضي الوثائق حصريا لبعض الصحف منها نيويورك تايمز ولوموند الفرنسية ودير شبيغل الألمانية التي حررت معها البرقيات لتفادي كشف المصادر.
وبات ويكيليكس الآن ينشر بقية الوثائق التي يملكها والمقدر عددها بحوإلى 250 ألفا مباشرة. واكتشفت نيويورك تايمز أن بعض الوثائق الأخيرة التي نشرت تتضمن أسماء المصادر. وأشارت وكالة فرانس برس إلى أنها اكتشفت بنفسها في عينة لبعض البرقيات أن أسماء أشخاص وشركات كتب بجانبها عبارة "حماية المصدر" لم يتم حذفها. وانتقد ستيفن افترغود الاخصائي في سرية الشؤون العامة في تصريح فرانس برس ويكيليكس وقال إن عمله الجديد "تطور لامسؤول".
ويكليكس يفتح جروحاً جديدة
ودعا اتحاد العلماء الأمريكيين الذي ينتمي إليه افترغود إلى "مزيد من الانفتاح لمحاسبة الحكومات وتحميل المؤسسات المسؤولية" وأضاف "لكننا لسنا مع شلل الدبلوماسية الدولية ولا التعرض للأمن أو الاستخبارات". ولفت إلى أن المصادر التي كشفها ويكيليكس هي غالبا "أفراد ومنظمات غير حكومية أو شركات".
وذكرت اليسا ماسيمينو رئيسة منظمة "هيومن رايتس فيرست" غير الحكومية أنهم "قد يتعرضون لأعمال انتقامية" من حكومات لا تتوانى عن "التنكيل وإساءة المعاملة أو السجن". ورأى فيليب كراولي، المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية، أن كشف الوثائق الجديدة "يعيد فتح جروح" تعود إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2010. فقبل عشرة أشهر دفع نشر الدفعة الأولى من البرقيات الدبلوماسية واشنطن إلى تحذير حلفائها والسعي لحماية المصادر التي قد تتعرض للخطر. وكشف الوثائق الجديدة "يعرض مجددا أبرياء للخطر". وأضاف كراولي "كنت اعتقد منذ البداية أن جميع البرقيات ستنشر لا محالة في نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى".
وشدد كراولي على أن "المشكلة لا تكمن في الارتباك الذي تتسبب به" لإدارة الرئيس باراك اوباما، بل بالأحرى في "الخطر الذي تشكله على حياة ومهن أناس من مختلف الجنسيات ساعدوا دبلوماسيين أمريكيين على فهم العالم". ورداً على ذلك قال جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس أن أحدا لم يمت بسبب تسريبات.
هذا وأعلن موقع ويكيليكس اليوم أنه يتعرض لهجوم الكتروني بعد انتقادات وجهت إليه لنشره آلاف الوثائق الدبلوماسية الأمريكية الجديدة. وقال ويكيليكس في رسالة على تويتر "منظمة ويكيليكس تتعرض حاليا للهجوم." ويعتقد أن جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس الاسترالي المولد هو الذي بعث بالرسالة على موقع تويتر.
(ع.ج/ دويتشه فيله، آ ف ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو