Welchen Kanzler wünscht sich Obama?
٢٦ سبتمبر ٢٠٠٩ربما كانت هناك بعض النقاط تحسب لصالح المستشارة الحالية أنغيلا ميركل، فهي التقت الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرارا خلال زياراتها المتعددة إلى واشنطن، كما أن هناك مناسبات دولية أخرى جمعت بينهما في أكثر من مكان. لكن منافسها على منصب المستشارية فرانك فالتر شتاينماير لم يحظ في زياراته الرسمية إلى العاصمة الأمريكية بهذا الشرف، إذ لم يتسنى له سوى اللقاء هناك بنظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون. "أنا أقدر حكمتكم ووضوحكم، وكلي إعجاب بقدراتكم القيادية وتوجهاتكم البراغماتية"، هذا ما قاله الرئيس الأمريكي مخاطبا المستشارة ميركل بمناسبة أول زيارة رسمية لها إلى أمريكا بعد توليه منصب الرئاسة، ولا يمكن لشتاينماير الاستشهاد بمثل تلك الكلمات.
عمق العلاقات بين اوباما وميركل
لكن بعض المراقبين يرون أن أول زيارة لميركل إلى أمريكا جاءت بعد مرور خمسة أشهر على تنصيب اوباما رئيسا للبلاد، وهذا يمثل في نظرهم إشارة سلبية. والسؤال المطروح في هذا السياق ما إذا كان الرئيس الأمريكي بالرغم من الكلمات الودودة لا يطيق المستشارة على المستوى الشخصي، إذ يرى البعض أن العلاقات على المستوى السياسي لم تنعكس على المستوى الشخصي.
وتقابل هذه التحليلات بالنفي من الجانبين الأمريكي والألماني على حد سواء. وكما تؤكد أنيتا هويسر، رئيسة فرع مؤسسة بيرتيلسمان الألمانية في واشنطن، فإن افتراضات من هذا القبيل خاطئة، لأن اوباما وميركل ينتميان برأيها إلى جيل مختلف من الساسة، يتعامل مع السياسة بوعي مختلف عن الجيل السابق له والذي اشتهر رموزه في السنوات العشر الماضية بعقد "علاقات صداقة رجالية عابرة للأطلسي". وتقارن هويسر علاقات الجيل الذي ينتمي إليه اوباما وميركل بالعلاقات بين مدراء الشركات من حيث الأسلوب ونهج التعامل مع القضايا السياسية.
مجاملة رقيقة ليس إلا؟
وإذا ما تم اعتبار أن عبارات الثناء التي وجهها الرئيس الأمريكي للمستشارة ميركل تندرج تحت مقتضيات اللباقة والدبلوماسية، فهل ينطبق الأمر نفسه على ما قاله اوباما لها وهما في طريقهما إلى مؤتمر صحفي في البيت الأبيض فيما يتعلق بثقته في فوزها في الانتخابات؟ إن هذا الحوار بين اوباما وميركل والذي تناقلته وسائل الإعلام ترك ردود فعل ساخطة بين مؤيدي مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار شتاينماير.
وكما صرح أحد المقربين من وزير الخارجية لصحيفة دير شبيغل الألمانية، فإن اوباما ليس نبيا ولا يحق له التنبؤ بنتائج الانتخابات، وأن الشعب الألماني هو وحده من يقرر من يصبح مستشارا لألمانيا. لكن أنيتا هويسر تقيم كلام الرئيس اوباما على أنه يأتي في سياق إظهار اللطف والتهذيب كما سارت عليه العادة بين رؤساء الدول، وعلى أنه إشارة من طرف الرئيس اوباما حاول عبرها إبداء سروره للتعاون مع المستشارة الألمانية.
بعد دولي وليس ثنائي
ومن جانبه يجد جاكسون ينز، رئيس المعهد الأمريكي للدراسات الألمانية المعاصرة، أن اوباما سيعمل بطريقة جيدة مع شتاينماير إذا ما أصبح الأخير مستشارا، وأن الرجلين ناقشا الكثير من القضايا في شهر يوليو من العام الماضي عندما كان الرئيس الأمريكي في برلين، حيث التقى بشتاينماير بعد اجتماعه بالمستشارة الألمانية. وبحسب ينز فإن شتاينماير لم يخف إطلاقا أنه من المعجبين بالرئيس اوباما.
وبغض النظر عمن سيصبح المستشار أو المستشارة المقبلة في ألمانيا فإن جميع المراقبين يتفقون على أن ثوابت السياسة الخارجية الألمانية ستبقى على ما هي عليه، إذ إن جوهر العلاقة مع أمريكا لا يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، بل يتعدى ذلك بكثير ليشمل قضايا دولية كالخلاف النووي مع إيران والحرب وإعادة البناء في أفغانستان والتغير المناخي والأزمة المالية والاقتصادية العالمية.
الكاتبة: كريستينا بيرغمان/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي