ميكروسوفت تقدم نظام فيزتا وتسعى لاحتواء منافسيها
٢٩ يناير ٢٠٠٧بعد انتظار طال خمس سنوات بدأت شركة ميكروسوفت اليوم (30 يناير/كانون الثاني 2007) بتسويق النظام الجديد لتشغيل أجهزة الحاسوب والمسمى ويندوز فيزتا Windows Vista. وتعد شركة ميكروسوفت زبائنها بالمتعة والأمان عند استخدام النظام الجديد، ولكن ما هو الجديد فعلا في نظام التشغيل هذا؟ وهل وراء هذا النظام الجديد استراتيجية جديدة بدأت ميكروسوفت بإتباعها؟
يرى المراقبون الذين أتيحت لهم تجربة هذا النظام قبل نشره في الأسواق أن هناك بعض التجديدات المهمة في نظام فيزتا. وأول ما يلفت نظر المستخدم هو أناقة واجهة التشغيل وسهولة استخدامها. فعند فتح مجموعة من النوافذ على سطح المكتب، تظهر هذه فوق بعضها شفافة إلى حد ما، بما يتيح للمستخدم البقاء على إطلاع بما تحتويه هذه النوافذ. و تستخدم هنا ميزتان غير مسبوقتين لإدارة النوافذ، هما: Windows Flip (للمرور بين الإطارات) وWindows Flip 3D (المرور ثلاثي الأبعاد بين النوافذ). كذلك يحتوي نظام فيزتا على ميزة جديدة تسمى Quick Search (البحث السريع) متوفرة في إطارات النوافذ نفسها كما أنها تتسم بالسرعة الفائقة في البحث وبسهولة الاستخدام.
أكثر أمانا وأكثر ثقلا على كاهل الحاسوب
كانت أنظمة التشغيل التي طرحتها ميكروسوفت في العقد السابق معرضة إلى حد كبير لخطر الإصابة بالفيروسات وبرامج التجسس، الامر الذي تسبب في فقدان الشركة لجزء من سمعتها في السوق. ويرى الخبراء أن نظام فيزتا الجديد احتوى على تغييرات للتعامل مع أخطار الفيروسات وغيرها. ولعل أهم هذه التغييرات هو أن مستخدمي نظام فيزتا لا يحصلون بشكل آلي على حقوق إدارة النظام، وبذلك لم يعد الباب مفتوحا على مصراعيه لدخول الفيروسات وبرامج التجسس إلى الجهاز. وعندما يرغب المستخدم في تغيير إداري ما، مثل تثبيت برنامج جديد، فإن نظام فيزتا يتأكد من هوية المستخدم ورغبته في القيام بهذا الإجراء. ومع ذلك فإن الخبراء يتوقعون بقاء نظام فيزتا معرضا للاختراقات الفيروسية وغيرها ولكن تبعات ذلك ستكون أقل من السابق.
طورت ميكروسوف خمسة أنواع من نظام فيزتا ستتراوح أسعارها بين 100 و 550 يورو حسب حاجة المستخدم. ولتشغيل النظام يحتاج المستخدم جهازا ذا سرعة 1 GHz وذاكرة مؤقتة بقدرة 1 GByte RAM على أقل تقدير. ولا يوصي الخبراء بالتسرع في شراء نظام فيزتا الجديد حيث أنه يثقل على أجهزة الحاسوب المتوفرة في الأسواق بشكل أكبر من نظام ويندوز إكس بي Windows XP السابق. وستسعى ميكروسوفت بكل الوسائل إلى نشر نظام فيزتا، فهذه الشركة تحقق 90 بالمائة من أرباحها من خلال بيع نظام ويندوز وبرامج أوفيس Office التابعة له.
"أجعل من أعدائك أصدقاء لك"
تجديدات نظام فيزتا ليست إبداعا خالصا من قبل ميكروسوفت، فكثير مما يحتويه نظام فيزتا حاليا من ميزات كان متضمنا في أنظمة التشغيل المنافسة مثل نظام ماك أو.إس إكس Mac OS X ونظام لينوكس Linux. وما فعلته ميكروسوفت يتلخص بتبني هذه الميزات وتطويرها، إلا أن ميكروسوفت أبدعت أيضا في اضافة ميزة جديدة تتعلق بدعم الاتصال بالشبكات اللاسلكية.
ولعل أكبر خطر تواجهه ميكروسوفت يأتي من قبل شركة غوغل Google التي يتوقع البعض أن تنتج نظام تشغيل خاص بها يعتمد على نظام تشغيل لينوكس Linux. ويتميز نظام لينوكس، بأنه من البرامج الحرة التي يمكن استخدامها، ونسخها، ودراستها، وتعديلها، وإعادة توزيعها بقليل من أو بدون أية قيود، حتى أن مطورين عرب استطاعوا أن يصدروا نسخة عربية من هذا النظام الذي يتمتع بأمان واستقرار عاليين.
وقد شهدت الفترة الماضية انتشارا كبيرا للبرامج الحرة وكان على رأسها انتشار متصفح فيرفوكس Firefox وكذلك أصبح تشغيل الموسيقى والأفلام يتم بشكل متزايد من خلال برامج موجودة على الشبكة مثل يوتيوب Ytube أو غيرها. لذا تركز ميكروسوفت بشكل متزايد على طرق وصل أجهزة الحاسوب بشبكة الإنترنت وكذلك تأهيل نظام التشغيل للتعامل مع أنظمة تشغيل أخرى حتى تلك المنافسة مثل لينوكس و ماك أو.إس إكس، وذلك عملا باستراتيجية النجاح التي تقول: "أجعل من أعدائك أصدقاء لك".