هل تجاهلت ألمانيا تحذيرات سابقة بشأن منفذ هجوم ماغديبورغ؟
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٤طالبت السلطات السعودية في السابق ألمانيابـ"تسليمها" المشتبه به السعودي في الهجوم على سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص دهسا وجرح أكثر من مئتين، على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة وكالة فرانس برس اليوم الإثنين (23 كانون الأول/ ديسمبر 2024).
وقال المصدر السعودي الذي فضل عدم كشف هويته لأنه غير مخول التحدث للإعلام "كان هناك طلب (تسليم)"، مشيرا إلى تحذير الرياض برلين "مرات عدة" من أنّ المشتبه به طالب أ. "قد يكون خطيرا"، من دون أن يقدم تفاصيل عن أسباب طلب التسليم أو عن تصنيف المشتبه به شخصا "خطيرا".
وتعهّدت الحكومة الألمانية أمس الأحد إجراء تحقيق سريع ودقيق لمعرفة إن حصل تقصير من جانب الأجهزة الأمنية لتجنب وقوع الهجوم الدامي في مدينة ماغديبورغ، في ظلّ تجاهل مؤشّرات خطرة كثيرة بدرت منه خلال السنوات الأخيرة.
وأفادت مجلة "دير شبيغل" بأن الاستخبارات السعودية وجهت قبل سنة تنبيها إلى السلطات الألمانية بشأن المشتبه به، على خلفية تغريدات هدّد فيها ألمانيا بدفع "ثمن" سوء معاملتها للاجئين السعوديين وفقا له.
وبقي ذاك التنبيه حبرا على ورق، في حين كان الرجل يكثّف الخطابات المشحونة بنظريات المؤامرة. وهو ما انفك يتهم ألمانيا بأنها لا تحمي بما فيه الكفاية السعوديين الفارين من بلدهم، في حين أنها كانت في رأيه تستقبل بصدر رحب مسلمين متشددين.
ومثل المشتبه به أمام قاض يوم السبت ووضع في السجن على ذمة التحقيق.
وفي حديث أجرته معه فرانس برس في أواخر العام 2022 في إطار إعداد تقرير عن ظروف تواجهها نساء سعوديات أو أفراد من مجتمع الميم خارج المملكة، عرّف طالب أ. عن نفسه بأنه "سعودي ملحد"، وكال سيلا من الشتائم للدين الإسلامي.
وفي منشور يعود الى 21 آب/أغسطس الماضي، كتب "هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا من دون أن تفجر سفارة ألمانية أو تذبح مواطنين ألمان عشوائيا؟".
تحذيرات سابقة وحكم بسبب تهديدات
وأعلنت وزارة الداخلية المحلية في ولاية ميكلنبورغ-فوربومرن أن مرتكب هجوم الدهس في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ الألمانية كان معروفا لدى السلطات الاتحادية المختصة كمشتبه به محتمل في بداية عام 2015 على أقصى تقدير. وبحسب بيانات الوزارة في شفيرين ردا على استفسار، أبلغ ممثلو ولاية ميكلنبورغ-فوربومرن لدى المركز المشترك لمكافحة الإرهاب - الذي تديره الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات - المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في 6 فبراير/ شباط 2015 عن نوايا محتملة لتنفيذ هجوم من قبل الرجل المنحدر من السعودية.
وأوضحت الوزارة أن سبب الإبلاغ هو تهديدات الرجل ضد اتحاد الأطباء في ولاية ميكلنبورغ-فوربومرن في أبريل/ نيسان عام 2013، وبعد عام أيضا ضد سلطات محلية في مدينة شترالزوند بالقيام بأعمال من شأنها جذب الاهتمام الدولي.
ووفقا لوزير داخلية الولاية كريستيان بيغل، عاش المشتبه به طالب أ. السعودي الأصل والبالغ من العمر 50 عاما في الولاية منذ عام 2011 حتى مطلع عام 2016، وأكمل أجزاء من تدريبه الطبي المتخصص في شترالزوند. وأوضح الوزير أنه كان هناك نزاع بينه وبين اتحاد الأطباء في الولاية حول الاعتراف بنتائج اختباراته، مضيفا أنه وجه أيضا تهديدات ضد السلطات الاجتماعية في شترالزوند للحصول على مساعدات في نفقات المعيشة.
وبحسب بيغل، حكمت محكمة مدينة روستوك عليه بغرامة مالية بسبب التهديدات التي وجهها ضد اتحاد الأطباء. وأوضح بيغل في المقابل أن التحقيقات السابقة لم تكشف عن أي دليل على تحضيرات حقيقية لهجوم كما لم تكشف عن أي ارتباطات إسلاموية. وبعد الحادث الذي وقع في شترالزوند، أبلغت الشرطة الرجل بعواقب في إطار إجراء أمني تخاطب فيه السلطات شخصا تتوقع منه تهديدا محتملا في محاولة لتحذيره وردعه.
وأضاف بيغل أنه تم إخبار طالب أ. أنه سيكون تحت ملاحظة شديدة. وأوضح بيغل في المقابل أنه رغم ذلك لم يتم تصنيف السعودي على أنه خطير أمنيا.
ع.ج/ ح.ز (أ ف ب، د ب أ)