هل تنجح "الجزيرة" في غزو البيوت الأمريكية؟
٥ يناير ٢٠١٣أعلنت قناة "كورنت تي في" الأمريكية، التي شارك في تأسيسها عام 2005 نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور، الأربعاء شراءها من جانب شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية. وجاء في رسالة مقتضبة نشرت على صفحة القناة الأميركية على موقع فيسبوك "إننا فخورون وسعداء بأن الجزيرة، الشبكة الإخبارية الدولية المرموقة، اشترت كورنت تي في". وأضافت الرسالة إن أهداف "كورنت تي في" تتمثل في "إعطاء منبر للذين لا يسمع صوتهم تقليديا، قول الحقيقة للسلطة، عرض وجهات نظر مختلفة ومستقلة وسرد الأخبار التي لا يرويها أحد سواها"، مؤكدة أن الجزيرة تشاركها في هذه الرؤية الإعلامية.
سوق منافسة شرسة
ولم تعط قناة "كورنت تي في" أي معلومات بشأن تطور برامجها ولا مستقبل إدارتها الحالية التي يتولاها رئيس القناة آل غور وشريكه في تأسيسها ومديرها العام جويل هيات. وفي وقت سابق، أشارت مدونة تابعة لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن المفاوضات ستتيح لشبكة الجزيرة الحصول على قناة توزيع مهمة في الولايات المتحدة حيث أن القناة القطرية غير منتشرة حاليا سوى في بعض المدن بينها نيويورك وواشنطن، وبالتالي ستدخل في منافسة أشد مع قنوات إخبارية واسعة الانتشار في الولايات المتحدة مثل سي إن إن وشبكات أخرى.
ولم يتم الإعلان عن شروط الصفقة، لكن صحيفة "ترايد غورنال فارايتي" ذكرت أن قناة الجزيرة دفعت نحو 500 مليون دولار كان نصيب آل غور منها نحو 100 مليون دولار.
وتعتقد الجزيرة أن هناك طلب على مشاهدة العالم من خلال وجهة نظر غير مرتكزة على الولايات المتحدة الأمريكية، مستندة في اعتقادها هذا على أن أكثر من 40 في المائة من مشاهدي قناة الجزيرة الإنجليزية هم من الولايات المتحدة.
وقال أحمد بن جاسم آل ثاني المدير العام لقناة الجزيرة: "مشاهدو التلفزيون في الولايات المتحدة أظهروا بوضوح أنه تروق لهم الطريقة المقنعة والمتعمقة التي تقدم بها الجزيرة الأخبار لجمهورها في جميع أنحاء العالم ... لسنوات عديدة، كنا ندرك أنه بإمكاننا أن نقدم مساهمة إيجابية في مجال الأخبار والمعلومات المتوفرة في الولايات المتحدة وعنها وأن ما نعلن عنه اليوم سيساعدنا على تحقيق هذا الهدف".
هل تتمكن الجزيرة من فك "شفرة" السوق الأمريكية؟
لكن النجاح، إلى حد كبير، ليس مضمونا. فحتى هيئة الإذاعة البريطانية في أمريكا" بي بي سي أمريكا"، والتي يمكنها الاعتماد على واحدة من أكثر العلامات التجارية احتراما في عالم البرامج، تجد أنه من الصعوبة بمكان بالنسبة لها أن تحل شفرة السوق الأمريكية، وحتى عقب الصفقات التي أبرمتها مع شركتي "تايم وورنر وكومكاست" فإنها تتواجد الآن في نحو 25 مليون منزل في الولايات المتحدة.
وفي الوقت الحالي تدخل قناة الجزيرة 4.7 مليون منزلا، وبعد إبرام هذه الصفقة فإنه بإمكانها أن تصل إلى ما يقدر بـ 40 مليون إلى 60 مليون منزل. وبالرغم من ذلك فإن الأرقام الدقيقة غير واضحة لأن بيع "كارينت تي في" يسمح للشركات التي تعمل بنظام الاشتراك بوقف بث القناة على باقة برامجها. وأعلنت شركة "تايم وورنر" أنها ستدرس هذا الخيار وأن شركات أخرى كثيرة تقوم حاليا بدراسته أيضا، وفقا لمجلة "هوليوود ريبورتر".
وقد يتلاءم ذلك مع الشعور بالعداء الذي واجهته الجزيرة من جانب الكثير من شركات وسائل الإعلام الأمريكية في بلد كان ينظر إليه في الماضي على انه يتعاطف مع خصوم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال فيليب سيب، مؤلف كتاب "تأثير قناة الجزيرة"، لصحيفة" نيويورك تايمز" سيظل هناك أناس لن يشاهدوها- أناس سيقولون إنها "شبكة إرهابية". وأضاف: "سيكون على قناة الجزيرة أن تتخطى ذلك من خلال تقديم أخبار ذات جودة".
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب ا)