أربعة نشطاء يتقاسمون "جائزة نوبل البديلة" لعام 2009
١٣ أكتوبر ٢٠٠٩تقاسم الين وار من نيوزيلندا ورين نجونجو من جمهورية الكونغو الديمقراطية وديفيد سوزوكي من كندا الجائزة مع الطبيبة كاترين هاملين الاسترالية المولد التي ساعدت في علاج ألاف النساء الإفريقيات الفقيرات. وسيحصل كل من وار ونجونجو وهاملين على 50 ألف نقدا لكل منهما بينما سيحصل سوزوكي على جائزة شرفية. وقالت لجنة التحكيم إن الفائزين لعام 2009 أظهروا "بشكل ملموس ما يجب القيام به لمعالجة التغير المناخي وتخليص العالم من الأسلحة النووية وتقديم رعاية طبية ضرورية للفقراء والمهمشين".
وكان السويدي الألماني جاكوب فون يوسكول قد أسس الجائزة في عام 1980 تكريما ودعما لأولئك الذين يعرضون حلولا عملية ونموذجية للتحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه العالم اليوم.
عمل لصالح الإنسانية
وبشكل عام اختير 82 مرشحا من 46 دولة هذا العام. وقالت لجنة التحكيم إن كاترين هاملين المولودة في سيدني عام 1924، ساعدت هي وزوجها ريجينالد بعلاج آلاف السيدات اللاتي يعانين من الناسور الذي يعقب حالات الولادة العسيرة. وأقام الزوجان مركز تأهيل طويل الأمد بالإضافة إلى خمس مستشفيات إقليمية صغيرة في مناطق مختلفة من أثيوبيا لمساعدة السيدات المريضات.
و قد تعاملت هاملين و هي مؤسسة مستشفي فيستولا في أديس أبابا مع أكثر من 32 أف حالة مرضية هناك، و تشير الإحصائيات أن حولي 9000 حالة مرضية متعلق بتبعات الولادة تظهر سنويا في أثيوبيا، جراء نقص الرعاية الصحية، و سوء التغذية، وإنشار تشوهات الأعضاء التناسلية
"مبادئ السلام واحدة في كل مكان"
ومنحت لجنة التحكيم الناشط اليوزلندي "إلين وار" الجائزة عن دوره في دعم جهود السلام ومنع الانتشار النووي منذ 25 عاما، بما في ذلك صياغة مسودة دراسة بشأن السلام، أصبحت فيما بعد جزءا من المناهج المدرسية. وفي عام 2002 ساهم "وار" في تأسيس منظمة "برلمانيين من أجل حظر الانتشار النووي ونزع السلاح " (بي إن إن دي).
وقال وار إن مبادئ السلام واحدة سواء كانت في المدرسة أو المنزل أو المجتمع أو على الصعيد الدولي. وتضطلع هذه المبادئ بدور أساسي في حل النزاعات
وتساعد منظمة (بي إن إن دي) البرلمانيين على تشجيع مبادرات مثل إعلان مناطق خالية من الأسلحة النووية وحظر إجراء الاختبارات النووية ومحاولة التوصل إلى مسودة معاهدة تحظر استخدام الأسلحة النووية، وتجرى هذه الأنشطة في محافل مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمرات نزع السلاح.
المخاطرة بالنفس من أجل الأرض
بينما أوعزت لجنة التحكيم سبب منح الكنغولي وار ونجونجو الجائزة و ذلك لجهوده التي قدمها منذ عام 1994 لكشفه النقاب عن "عمليات التعدين المدمرة وقطع الأشجار" التي تهدد الغابات المطيرة التي تساهم بشكل رئيسي في حفظ توازن منظومة المناخ العالمي. وبذلك يصبح عالم الأحياء نجونجو أول مواطن من جمهورية الكونغو الديمقراطية يحصل على جائزة "نوبل البديلة".
وأسس نجونجو منظمة "أوشين" أو المحيط وهي منظمة غير حكومية تضم علماء البيئة وتقدم برامج تمتد في أنحاء الدولة المترامية الأطراف. وخلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد نهاية القرن الماضي سجل نجونجو بالوثائق استغلال الأطراف المتحاربة للموارد الطبيعية الغنية هناك، وانطوى هذا العمل على مخاطرة كبيرة بحياته.
التغير و لو بكلمة
كما ظفر الناشط الكندي سوزوكي بالجائزة، تقديرا لدوره في مجال التوعية بمشكلة تغير المناخ. و ناقش سوزوكي لسنوات طويلة قضية المسؤولية الاجتماعية للعلوم وعلاقتها بالمجتمع. و يعمل سوزوكي الذي ولد عام 1936 و الحاصل على درجة الدكتوراة في علم الحيوان منذ عام 1979 مقدما لبرنامج علمي على التلفزيون الكندي، ولعب هذا البرنامج دورا رئيسيا في زيادة الوعي بشأن العلوم. وتناول سوزوكي قضية تغير المناخ على مدار الأعوام العشرين الماضية لكنه ركز أيضا على المخاطر المرتبطة بالهندسة الوراثية.
(ي ب/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي