أردوغان يفتح جبهة جديدة ـ النساء التركيات ضد الرئيس
٢٧ نوفمبر ٢٠١٤يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يعلق أهمية كبيرة على قضية المساواة بين الرجل والمرأة. فقد أكد أردوغان في مؤتمر حول موضوع حقوق المرأة أن المساواة الكاملة بين الرجل المرأة "منافية للطبيعة البشرية"، مشيرا إلى أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل، مثلما تختلف خصائصهما الفيزيائية عن بعضها البعض. وأضاف أردوغان: "لا يجوز أن يقوم الرجال والنساء بنفس الأعمال، كما كانت الحال عليه في الدول التي حكمتها أنظمة شيوعية".
وأثارت ملاحظات أردوغان استياء المنظمات المؤيدة للمساواة والأحزاب المعارضة التي اتهمت الرئيس باتخاذ موقف متخلف. ونتجت عن الانتقاد الموجه ضده في هذه الأثناء مناقشات حادة بشأن حقوق النساء وظاهرة ارتكاب جرائم قتل ضدهن.
"أفكاره متخلفة ولا علاقة لها بالحداثة إطلاقا. كما أنه ليس من حقه كرئيس أن يقول مثل هذا الكلام"، تقول فكرية يلماظ، الناشطة في منظمة نسائية تركية تكافح ضد جرائم القتل بحق النساء، في حديثمع DW.
وبالرغم من أن أردوغان أدان في كلمته استخدام القوة ضد النساء بكل وضوح، كما أنه وصف ذلك بأنه غير إسلامي، إلا أن المناقشات بشأن تصريحاته هذه مستمرة. فجرائم القتل بحق النساء مستمرة في تركيا. من جانبه طالب حزب الشعوب الديمقراطية، الموالي للأكراد، بعقد جلسة استثنائية للبرلمان التركي مخصصة لموضوع استخدام العنف ضد النساء.
وجدير بالذكر في هذا السياق أن تركيا تحتل مرتبة خلفية في قائمة المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن المساواة بين الجنسين. "هناك هوة عميقة بين الرجال والنساء في كل مجال، ابتداء من المدارس والحياة العامة والعمل وصولا إلى البرلمان"، كما تقول سيفنا سومونجو أوغلو المنسقة في اتحاد النساء التركي.
حقوق المرأة حبر على ورق في حالات كثيرة
وتشير الناشطة سومونجو أوغلو إلى أن القوانين التركية تضمن العديد من حقوق المرأة، بيد أنها لا تطبق، بل تبقى حبرا على ورق. "من حيث القوانين، فإننا في وضع جيد. ولكن، إذا ألقى رئيس مثل هذه الكلمة، فإن جميع المسؤولين عن تنفيذ هذه القوانين لن يهتموا بذلك"، كما تقول.
وتقول النائبة من حزب الشعب الجمهوري المعارض نور سرتر، "تكفي نظرة إلى شخصية رئيسنا كي نفهم وضع المرأة التركية اليوم". ويتهم اتحاد من منظمات نسائية أردوغان بانتهاك مبدأ المساواة الذي ينص عليه الدستور التركي، وعدد من الاتفاقات الدولية، مشيرا إلى أن ملاحظات الرئيس التركي تهدف للتراجع عن منجزات الحركة النسائية.
انتقاد اقتصار دور المرأة على الأمومة
هناك نقطة أخرى أثارت انتقادا شديدا. وهي ملاحظة أردوغان بأن أبرز مهمات المرأة تكمن في القيام بدورها كأم، فمهمتها كأم تنسجم مع الإسلام، كما أكد الرئيس والأب لأربعة أطفال. وأضاف أن مؤيدات المساواة لا يستطعن فهم ذلك، مشيرا إلى أنهن يرفضن فكرة الأمومة.
وترفض إليف لوغ أوغلو رئيسة جمعية المنظمات النسائية التركية هذا التحجيم لدور المرأة واقتصاره على الأمومة بشدة، فالنساء التركيات لا يحتجن إلى تعليم بشأن الأمومة. "هذا ليس موضوعا لا نملك فكرة أو خبرة حوله"، كما أكدت إليف لوغ أوغلو، مشيرة إلى أن المناقشة بشأن موضوع المساواة لا تدور حول ذلك، وإنما "تدور هذه المناقشة حول المساواة في القوانين والنظامين التعليمي والقضائي".
ويشار إلى أن الرئيس التركي ليس الوحيد الذي يتمسك بالصورة التقليدية للمرأة، كما تقول سيفنا سومونجو أوغلو من اتحاد النساء التركي، مشيرة إلى أن كلمة أردوغان مشجعة لرجال كثيرين. إلا أن الناشطة تؤكد أن النساء كنّ قد طالبن في فترة الإمبراطورية العثمانية قبل تأسيس تركيا بتحقيق حقوقهن. "وسنستمر في ذلك"، تقول سومونجو أوغلو بثقة.