أغنى رجال مصر يبحث عن موطئ قدم له في الساحة السياسية
١٤ ديسمبر ٢٠١١كان رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أول من جاهر، من بين النخبة الاقتصادية في مصر، بمطالبة الرئيس المخلوع حسني مبارك بالتنحي في فبراير/ شباط الماضي، ويعتبر ساويرس (57 عاما) أحد أكبر أغنياء مصر. وعلى عكس إخوته سامح وناصف ساويرس، اللذين ينأيان بنفسهما عن الحياة السياسية المصرية، نزل نجيب ساويرس بكل ثقله إلى المعترك السياسي في البلاد بعد سقوط نظام حسني مبارك، مؤسسا حزب "المصريين الأحرار" في أبريل/ نيسان الماضي. وكان قبلها أحد أبرز وجوه "مجلس الحكماء" الذي لعب دور الوسيط في المرحلة الانتقالية أواخر يناير/ كانون الثاني بين الحكومة والمجلس العسكري من جهة والمعارضة من جهة أخرى.
حزب سياسي ناشئ
ويضم حزب "المصريين الأحرار" 130 ألف عضو، بحسب قول مؤسسه ساويرس الذي ينتمي لعائلة مسيحية قبطية. وعلى عكس بقية الأحزاب الجديدة، فإن حزب "المصريين الأحرار" لا يعاني من ضعف الموارد المالية، بل على العكس من ذلك لديه إمكانيات مالية هائلة. فساويرس يمتلك وعائلته مجموعة شركات في العديد من القطاعات أبرزها المقاولات والاتصالات والسياحة تحمل اسم مجموعة شركات أوراسكوم.
وتنشط شركة الاتصالات أوراسكوم، التي يعتبر ساوريس أكبر مساهم فيها، ليس فقط في مصر، بل في عدة دول أخرى من بينها العراق وباكستان وبنغلاديش، إضافة إلى تونس والجزائر في شمال إفريقيا. إضافة إلى أن الشركة حاضرة عن طريق المساهمة في أسواق شبكات اتصالات الهاتف النقال في كل من إيطاليا واليونان وكندا. وخلال هذا العام دخلت شركة أوراسكوم للاتصالات سوق الهاتف النقال في كوريا الشمالية أيضاً.
ويرجع الفضل في ما وصلت إليه أوراسكوم من نجاح إلى والد نجيب ساويرس، أُنسي ساويرس، الذي هاجر إلى ليبيا في العام 1960، بعدما أمم جمال عبد الناصر الشركة التي كانت في حوزته. وخلال إقامته في ليبيا اشتغل في مجال البناء والمقاولات. ولم يعد أنسي ساويرس إلا في العام 1970 بعد استلام أنور السادات مقاليد الحكم في مصر، حيث أسس شركة أوراسكوم للمقاولات، التي أصبحت في غضون سنين قليلة أكبر مشغل لليد العاملة في القطاع الخاص في مصر.
تقديم منح دراسية للطلاب
وحرص أنسي ساويرس على تعليم أبنائه في المدرسة الألمانية في القاهرة. وعلى عكس أخيه سامح الذي فضل متابعة دراسته في ألمانيا بعد تحصله على شهادة "الثانوية العامة"، فضل نجيب ساويرس إكمال دراسته في جامعة زيوريخ (قسم الهندسة). ويتقن إضافة إلى لغته الأم العربية، اللغة الإنكليزية والألمانية والفرنسية. وتقديرا منه للتكوين الأكاديمي، يدعم ساويرس الطلاب الشباب من خلال مجموعة من المؤسسات الاجتماعية، أبرزها "مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية" التي تعمل في إطار التعاون مع الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي (DAAD)، وتدعم الطلبة المصريين الراغبين في الدراسة في الجامعات الألمانية.
ويُعرف عن نجيب ساويرس أنه يقول ما يدور في خاطره بشكل مباشر. وهذا الأمر، غالبا ما يكون مقرونا ببعض الخطورة. فقد سبق لأحد الشيوخ الأصوليين المصريين أن أصدر فتوى ضد ساويرس في العام 2007، بعد أن قال في إحدى المناسبات أنه ليس ضد ارتداء الحجاب، ولكنه يشعر بنفسه في شوارع القاهرة وكأنه في إيران. ويتحدى ساويرس الإخوان المسلمين بإثارته لبعض المواضيع التي لا تتماشى ونظرتهم المحافظة، مثل إصراره على طرح فكرة أن مصر يمكن أن يحكمها رئيس مسيحي أو سيدة.
ويقود صراعه ضد الإسلاميين والقوى المحافظة، من خلال باقة قنوات O.T.V التي يملكها. وينوي رجل الأعمال المصري إطلاق قناة خاصة بالأخبار من قطر معقل قناة الجزيرة. ويشار إلى أنه يساهم في رأس مال صحيفة "المصري اليوم" التي تصدر من القاهرة.
توماس كولمان / عادل شروعات
مراجعة: عارف جابو