ألمانيا: ارتفاع منسوب مياه الأنهار يقرع ناقوس الخطر
تسببت الأحوال الجوية السيئة التي تشهدها مناطق متفرقة من ألمانيا في ارتفاع منسوب مياه الأنهار. فيما تكثف السلطات المختصة مجهوداتها لاحتواء الوضع، بعد أن وصل منسوب المياه في بعض المدن إلى مستويات قياسية.
ما يُعتبر معاناة للبعض قد يكون مصدر سعادة للبعض الأخر. هذا هو حال البجع في ليوتسدورف، الواقعة على نهر الراين بين مدينتي بون وكوبلنز الألمانيتين، إذ تكتشف هذه الحيوانات عالماً غير مألوف بالنسبة لها. السبب هو كمية المياه الكبيرة التي تأتي من ذوبان الجليد في سويسرا، وتساقط الأمطار بشكل مستمر في ولاية بادن فوتنبرغ، وخاصة على نهر الراين في جبال الفوج.
يحذر رجال الإطفاء من "سياحة الكوارث" و"التهور"، وسيكون من الخطورة الدخول إلى مناطق غمرتها الفيضانات، فضلاً عن ضرورة تمسك الناس بالحواجز والسماح لعمال الإنقاذ بالعمل دون إزعاج. وغمرت المياه الأراضي، حيث يمكن عرقلة حركة المرورو بسهولة كبيرة.
تسبب الأمطار المستمرة وذوبان الثلوج في الغابة السوداء في مدينة سانت بلاسين الألمانية مخاوف من حدوث انهيارات أرضية. وتم نقل 100 من السكان إلى صالة الألعاب الرياضية كتدبير وقائي، بيد أنهم عادوا إلى ديارهم ليلة الجمعة.
رغم ارتفاع مستوى المياه، يتحلى سكان مدينة كولونيا بالهدوء، لأن حوض الراين في المدينة ضيق جداً. كما أن الحماية من ارتفاع المياه متطورة للغاية.
تحمي جدران الصد المتنقلة منازل مدينة كولونيا، غير أن الماء قد تسرب فعلاً إلى جدران الصد الأولى. في المدينة القديمة وصل منسوب المياه إلى أكثر من 11 متراً، وهو ما لم يحدث منذ 250 سنة.
بعد ارتفاع مستوى المياه، أصبحت حركة الملاحة غير ممكنة، ومن المتوقع أن يصل يوم الأحد مستوى المياه إلى 8.30 متراً، وهو ما لا يسمح لأي سفينة بأن تبحر على النهر، وبالتالي تتكبد شركات النقل البحري خسائر مالية كبيرة.
في مدينة مولهايم الألمانية، الواقعة في ولاية شمال الراين وستفاليا، غمرت مياه نهر الراين جزءاً كبيراً من مراعي الأبقار.
في حال ارتفاع المياه سنتيمتراً واحداً فقط، كان سيتم إغلاق الطريق السريع في مدينة زاربروكن. غير أن تراجع مستوى المياه حالياً سمح ببقاء الطريق السريع مفتوحاً في وجه وسائل النقل.
في مدينة ريغنسبورغ في ولاية بافاريا، لم يصل هطول الأمطار إلى نهايته بعد، ويُتوقع أن يرتفع مستوى مياه نهر الدانوب نهاية هذا الأسبوع، وهو ما وضع القائمين على المدينة في حالة استنفار لحماية هذه المدينة التاريخية، والاعتماد على جدران الصد على غرار مدينة كولونيا.
غمرت المياه طرق وشوارع أماكن أخرى في ولاية بافاريا، على غرار مدينة بامبرغ ومدينة ترير في ولاية راينلاند–بفالتس، حيث وصل منسوب مياه النهر إلى خمسة أمتار فوق المستوى الطبيعي. وأوصى مركز التبليغ عن ارتفاع مستوى المياه المتصلين به، الذين يشعرون بعدم الأمان، على طول منطقة النهر بإخلاء المكان.
يحاول أحد العمال إزالة المواد الطافية (كما توضح الصورة). كما تم إغلاق أحد شوارع بلدة أورتسيش في ولاية راينلاند–بفالتس بسبب ارتفاع مياه النهر. وقال العمدة، آرنو سيمون: "هدمنا بالأمس محطة البنزين القريبة من ضفة النهر". إعداد: يوتا شتاينفير/ ر.م