أوروبا تشدد العقوبات على دمشق ومنظمات حقوقية تدعو لسحب المراقبين العرب
١٨ يناير ٢٠١٢أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم (الأربعاء 22 يناير/ كانون الثاني 2012) عقوبات جديدة على 22 مسؤولا في الأجهزة الأمنية السورية وثماني منظمات إضافية لها علاقة بنظام الرئيس بشار الأسد، فيما كررت موسكو موقفها الرافض بشدة لأي عقوبات على سوريا في مجلس الأمن الدولي. واتخذ القرار الأوروبي اليوم خلال اجتماع عقد في بروكسل ضم ممثلين عن الدول الأعضاء. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن وزراء خارجية دول الاتحاد سيصادقون على هذا القرار خلال اجتماعهم المقرر الاثنين المقبل. وأوضحت نفس المصادر انه "طالما القمع متواصل فسنقوم بتشديد إجراءاتنا عل سوريا".
"العقوبات رد على القمع"
وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الأوروبية ديفيد ليدينغتون في بيان "ردا على استمرار القمع نؤيد تبني دفعة جديدة من العقوبات. وكانت بريطانيا اقترحت لائحة إضافية تضم 21 عسكريا وعضوا في الأجهزة الأمنية نعتقد أنهم مسؤولون عن أعمال العنف بحق المدنيين". وأضيف شخص آخر إلى هذه القائمة لتصل إلى 22 شخصا. وستشمل الإجراءات الجديدة تجميد الودائع ومنع السفر إلى أوروبا، مما يوسع اللوائح السوداء الموجودة التي سبق للاتحاد الأوروبي أن وضعها.
ويتعلق الأمر بالسلسلة الحادية عشرة من العقوبات الأوروبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وكانت آخر العقوبات التي فرضت مطلع كانون الأول/ ديسمبر بالتشاور مع الولايات المتحدة، تهدف إلى قطع التمويل عن النظام السوري. وتتعلق بحظر تصدير لسوريا معدات تستخدم في صناعة النفط أو الغاز أو أجهزة تسمح بمراقبة الاتصالات الهاتفية أو المبادلات على الانترنت. والى هذا اليوم يخضع 120 شخصا ومنظمة مرتبطة بالنظام لعقوبات أوروبية.
موسكو: العقوبات خط أحمر
من جهته عارض وزير الخارجية سيرغي لافروف بقوة اليوم فرض أي عقوبات على سوريا وقال "بالنسبة لنا فان الخط الأحمر واضح. لن ندعم فرض أي عقوبات" على سوريا، مضيفا أن أي دولة ترغب في أي تدخل عسكري في هذا البلد "لن تحصل على أي تفويض من مجلس الأمن الدولي". مضيفا أن بلاده ستستخدم حق النقض لمنع تبني أي مقترحات للتدخل العسكري في سوريا. وجاءت هذه التصريحات بعدما أعرب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السبت عن تأييده لإرسال قوات عربية الى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، في أول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.
وفي سياق متصل دافعت بكين الحليف الثاني للنظام السوري من جديد اليوم عن خطة للخروج من الازمة السورية تحت إشراف الجامعة العربية، واصفة مهمة المراقبين فيها ب"الفعالة" وان على مجلس الأمن تشجيع "حوار سياسي" حتى لو أن مهمة المراقبين العرب تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب عجزها عن وقف إراقة الدماء. وقتل ما لا يقل عن 400 شخص في سوريا منذ انتشار مراقبي الجامعة العربية المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من ألازمة في 26 كانون الاول/ديسمبر، حسب ما تقوله الأمم المتحدة.
اتهام إيران وحزب الله
دان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "الدعم الكبير" الذي تقدمه إيران لنظام الأسد في المجال العسكري واصفا الرئيس السوري ب"الطاغية البائس". , وأضاف "هناك تراكم للأدلة التي تظهر أن إيران تقدم دعما كبيرا" للنظام السوري. وركز كاميرون خصوصا عن ضلوع حزب الله اللبناني المتحالف مع إيران بإرسال لدمشق. من جهته أكد مساعد المراقب العام للجماعة والعضو في المجلس الوطني الذي يضم غالبية تيارات المعارضة السورية محمد فاروق طيفور في مقابلة نشرتها صحيفة الحياة اللندنية اليوم أن وسطاء إيرانيين قدموا عرضا "بأنهم مستعدون للمفاوضة على كل الحكومة شرط بقاء الأسد رئيسا فأبلغناهم بأننا لا يمكن أن نقبل ببقائه". كذلك طالب ممثلون عن أكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني الأربعاء جامعة الدول العربية بسحب بعثة مراقبيها. كما طالبوا بتحرك الأمم المتحدة لوقف العنف المستمر في سوريا منذ عشرة أشهر.
ميدانيا أفاد مصدر حقوقي أن ستة أشخاص قتلوا برصاص القوات السورية اليوم بينهم اثنان في حمص وأربعة في محافظة ادلب التي شهدت عدة مناطق فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين. كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن "استشهاد عسكري منشق من قرية فركيا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح أثناء قيامهم بالدفاع عن عناصر انشقوا من حاجز قرية حنتوتين في جبل الزاوية". كما أشار المصدر إلى اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة في كفر تخاريم "اثر إصابة أربعة متظاهرين برصاص قوات الأمن السورية في البلدة كما جرى إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في قريتي حنتوتين وبنين في جبل الزاوية وذلك اثر انشقاق مجموعة من الجنود مازال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة". من جهة أخرى، ذكرت وكالة الإنباء السورية الرسمية "سانا" انه تم العثور على جثمان طبيب في حي البياضة في حمص "كانت اختطفته مجموعة إرهابية مسلحة قبل أيام"مشيرة إلى وجود "أثار للتنكيل والتعذيب وانه توفى خنقا على أيدي الإرهابيين الذين اختطفوه".
(ح.ز/ رويترز، أ.ف.ب)
مراجعة: منصف السليمي