قصف إسرائيلي بسوريا.. ونتنياهو: الجولان إسرائيلية الى الأبد
٩ ديسمبر ٢٠٢٤أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء اليوم الاثنين (9 ديسمبر/ كانون الأول 2024) أن القسم الذي تحتله بلاده وضمته من هضبة الجولان السورية، سيظل إسرائيليا "الى الأبد"، وذلك بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الاسد.
وقال نتانياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس إنه شكر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على اعترافه بعملية ضم الجولان خلال ولايته الاولى بين 2017 و2021، مضيفا أن "الجولان سيكون جزءا من دولة إسرائيل الى الأبد".
وكان نتانياهو قد رحب في وقت سابق بالإطاحة بالأسد ووصفها بأنها "يوم تاريخي" أعقب الضربات التي وجهتها إسرائيل لإيران وحزب الله. وأعلن أمس الأحد، بعد ساعات على سقوط الأسد، انهيار اتفاق "فضّ الاشتباك" معسوريا الموقع عام 1974. وقال إنه أمر القوات الإسرائيلية بالاستيلاء على أراض، حيث تنتشر قوة تابعة للأمم المتحدة، على امتداد المنطقة العازلة الواقعة على الحدود مع سوريا للحفاظ على أمن إسرائيل.
"غارات" على مواقع عسكرية في سوريا
وبحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، طالت سلسلسة غارات إسرائيلية عصر الاثنين مواقع عسكرية في مناطق سورية عدة بينها دمشق ودرعا جنوبا ومنطقة الساحل غربا. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "الغارات طالت مواقع عسكرية تضم صواريخ مضادة للدروع ومضادات جوية"، مشيرا إلى "تعمّد اسرائيل تدمير كل ما يمكن أن يشكل خطرا عليها".
فيما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية سورية اليوم الاثنين أن هجوما إسرائيليا استهدف منشأة دفاع جوي قرب ميناء اللاذقية السوري المطل على البحر المتوسط.
وقال نتنياهو للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي "نتخذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمننا فيما يتعلق بالوضع الجديد في سوريا".
ومن جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش "سيدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أرجاء سوريا، بما يشمل صواريخ سطح جو وأنظمة الدفاع الجوي وصواريخ سطح سطح وصواريخ كروز والصواريخ
بعيدة المدى".
الأمم المتحدة: إسرائيل "انتهكت" اتفاق 1974
من جانبه أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة الاثنين أن تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، يشكل "انتهاكا" لاتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا والذي وقع العام 1974.
وقال ستيفان دوجاريك إن قوة الامم المتحدة المكلفة مراقبة فض الاشتباك (يوندوف) "أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الافعال تشكل انتهاكا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك"، موضحا أن القوات الاسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن.
ووردت إسرائيل على الأمم المتحدة بأنها أتخذت "إجراءات محدودة ومؤقتة" في القطاع منزوع السلاح. وأكد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي "من المهم أن نؤكد أن إسرائيل لا تتدخل في الصراع الدائر بين الجماعات المسلحة السورية. عملياتنا تركز فقط على حماية أمننا". وأضاف أن إسرائيل ما زالت ملتزمة بإطار اتفاق فض الاشتباك المبرم في عام 1974.
ساعر: نأخذ في الاعتبار الحفاظ على أمننا
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الاثنين أن السيطرة على المنطقة العازلة في الجولان عند الحدود مع سوريا هي "خطوة محدودة وموقتة". وقال ساعر خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة بالقدس "هذه خطوة محدودة وموقتة اتخذناها لأسباب أمنية".
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي ومتحدث باسم الحكومة أن الجيش الإسرائيلي تجاوز نطاق المنطقة العازلة وتقدم إلى الجانب السوري من جبل الشيخ الواقع عند الحدود بين سوريا ولبنان.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد الأحد بأن القوات الإسرائيلية سيطرت على نقاط مراقبة تعود للجيش السوري في منطقة جبل الشيخ، تقع خارج المنطقة العازلة التي تمّ ترسيمها عقب حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973.
وردا على سؤال عما إذا كان الانتشار الإسرائيلي يمتد خارج المنطقة العازلة، قال ساعر إنه "قد يكون ثمة مكان يختلف التعريف بشأنه من الناحية القانونية"، مشددا على أن "كل النقاط (حيث انتشر الجنود) تأخذ في الاعتبار الحفاظ على أمننا بهدف تجنّب حصول أي مفاجأة مصدرها الجهة الشرقية".
"لا نسيطر على كامل المنطقة"
وخلال مؤتمر صحافي آخر، قال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر ردا على سؤال إن السلطة السياسية أمرت الجيش بـ"أخذ" كل المواقع التي أخلاها الجيش السوري "بما فيها تلك... في منطقة جبل الشيخ"، وذلك بهدف "ضمان ألا تتمكن أي قوة جهادية معادية أو حزب الله (اللبناني) من التمركز قرب الحدود".
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الاثنين "تنفذ قوات المظليين إلى جانب قوات أخرى أعمالًا دفاعية أمامية ميدانية لمنع أي تهديد، وهي منتشرة في المنطقة العازلة في نقاط مسيطرة". وأضاف "تعمل قوات الهندسة، المشاة، والمدرعات تحت قيادة الألوية الإقليمية وهي منتشرة على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا بهدف تعزيز الدفاع في المنطقة".
وقال ساعر إن إسرائيل لا تسيطر "بالطبع" على كامل المنطقة العازلة.
واحتلت إسرائيل القسم الأكبر من هضبة الجولان خلال حرب حزيران/يونيو 1967. وأقيمت منطقة عازلة ومعزولة السلاح بين سوريا وإسرائيل بناء على اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، تنتشر فيها قوة "أندوف" التابعة للأمم المتحدة.
وقامت إسرائيل بضمّ الأجزاء التي تحتلها من هضبة الجولان في العام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
ص.ش/ع.ج.م/ع.ج. (أ ف ب، رويترز)