استقلال كوسوفو محور محادثات الوزراء الأوروبيين في بروكسل اليوم
١٩ نوفمبر ٢٠٠٧يحاول الاتحاد الأوروبي التوصل إلى موقف موحد إزاء إقليم كوسوفو بعد فوز الحزب الديمقراطي لكوسوفو PDK المعارض الذي يتزعمه المقاتل السابق هاشم تقي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يوم السبت الفائت (18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007) . وفي هذا الإطار، يلتقي وزراء خارجية الاتحاد اليوم الاثنين في بروكسل للبحث في عزم تقي على إعلان استقلال الإقليم رغم رفض صربيا لذلك. ويبدو أن غالبية حكومات الاتحاد تميل إلى تأييد الاستقلال، غير أن اتخاذ قرار بهذا الشأن يتطلب الإجماع. ويسعى الوزراء إلى اتخاذ الموقف الموحد على ضوء قرب صدور تقرير حول مستقبل الإقليم من قبل اللجنة الثلاثية التي تضم ممثلين عن الاتحاد وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وذلك في العاشر من ديسمبر/كانون الثاني القادم. وحتى ذلك التاريخ يتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعين مع ممثلي صربيا وإقليم كوسوفو، سيكون الأول منهما يوم غد الثلاثاء في بروكسل.
نتائج الانتخابات تحتم تشكيل حكومة ائتلافية
وقد فاز الحزب الديمقراطي المعارض الذي يتزعمه هاشم تقي في انتخابات السبت، إذ حصل على 35 بالمائة من الأصوات، بينما حصل حزب رابطة كوسوفو الديمقراطية LDK على المركز الثاني بنسبة 23 بالمائة. وبذلك شهد الأخير تراجعاً كبيراً في شعبيته التي قادته إلى الفوز في انتخابات عام 2004 إذ حصل آنذاك على 45 بالمائة من الأصوات. ونظراً إلى أن فوز الحزب الديمقراطي لا يخوله الحكم بمفرده، فإن المراقبين يتوقعون تشكيل حكومة ائتلافية تضم حزب الرابطة الذي يتولى الحكم حالياً بزعامة الرئيس فاتمير سيديو والذي يؤيد بدوره استقلال إقليم كوسوفو عن صربيا. الجدير ذكره أن الإقليم يخضع منذ عام 1999 لإدارة الأمم المتحدة، وأن هناك خطة لنقل المهام الأمنية والإدارية إلى الاتحاد الأوروبي.
وبُعَيد الإعلان الأولي عن نتائج الانتخابات، قال هائم تقي أمام الآلاف من مؤيديه، الذين احتشدوا في العاصمة بريشتينا عشية السبت للاحتفال بالفوز: "أشكر جميع الذين ساهموا في نصر كوسوفو وفوزنا بالانتخابات". وأضاف تقي الذي كان مقاتلاً سابقاً في جيش تحرير كوسوفو بأن حقبة جديدة بدأت، "بهذا الفوز وجه سكان كوسوفو رسالة إلى العالم مفادها أن الإقليم بلد ديمقراطي يريد أن يكون جزءاً من العائلة الأوروبية".
انتقادات لمقاطعة الصرب
وفي الوقت الذي وصف فيه الاتحاد الأوروبي على لسان كبير دبلوماسييه خافير سولانا الانتخابات بأنها جرت في جو هادئ ووفقاً للمعايير الدولية، عبرت روسيا عن قلقها من فوز من وصفته بأحد "قادة التمرد" بمعظم الأصوات في الانتخابات. أما الولايات المتحدة، التي استحسنت بدورها سير الانتخابات، فقد انتقدت مقاطعة الصرب لها محذرة إياهم بأنهم أضروا بمصلحتهم الخاصة جراء ذلك. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شين ماكورماك إن بلاده تأسف لقرار الأقلية الصربية في إقليم كوسوفو مقاطعة الانتخابات بمساندة من صربيا لأنها وحدها التي ستتضرر جراء فوز المقاتل السابق هاشم تقي في الانتخابات.