استمرار أزمة صناعة الحديد والصلب في ألمانيا
٣ يناير ٢٠١٠بقيت أوضاع قطاع صناعات الحديد والصلب في ألمانيا سيئة رغم توقف تدهور هذه الصناعات منذ نحو نصف عام. وعليه فإن تطلعاتها للعام الجاري 2010 متواضعة، فشركة تيسن كروب على سبيل المثال والتي تعتبر الأولى من بين شركات القطاع لا تأمل في استعادة المستوى الذي كانت عليه عام 2007 إلا بحلول عام 2012. كما أن هناك تخوفا كبيرا لدى القائمين على الشركة من التعرض لانتكاسة أخرى. وفي مقابلة صحفية حديثة قال فولفجانج ليزيه، رئيس شركة زالتسجيتر لصناعات الصلب: "لا أعتقد أن الأزمة ستنتهي قريبا". وأشار ليزيه إلى الوضع الصعب الذي يمر به شركاء مهمون يعتمدون على الحديد في صناعتهم مثل شركات صناعة السيارات والشاحنات.
تقليص الإنتاج
وبعد تراجع أعداد الطلبيات الواردة لشركات القطاع منذ خريف عام 2008 بشكل ملحوظ، أصبحت المستودعات المكتظة بالمنتجات عبئا على الشركات في وقت تهاوت فيه الأسعار بشكل سريع، الأمر الذي دفعها إلى تقليص إنتاجها. وأغلقت في ألمانيا وحدها ستة أفران عملاقة بشكل مؤقت من بين 15 فرنا لإنتاج الحديد والصلب.
وتراجعت الطاقة الإنتاجية لمصانع الصلب في نيسان/أبريل الماضي الذي شهد ذروة الأزمة الاقتصادية إلى أقل من 50 في المائة، كما تقلصت ساعات أو أيام عمل نصف العاملين فيها والبالغ عددهم نحو 95 ألف عامل. وحسب تقديرات اتحاد شركات الصلب في ألمانيا فإن حجم الحديد الذي تم صهره في مصانع الحديد والصلب الألمانية تراجع بنسبة 28 بالمائة عام 2009 مقارنة بعام 2008، إلى 33 مليون طن من الحديد الخام ليصل إلى أدنى مستوى له منذ ستينات القرن الماضي.
تحديات كبيرة أمام شركات صناعة الصلب رغم بوادر الانتعاش
وكانت لذلك عواقب وخيمة بالطبع حتى بالنسبة لشركة تيسن كروب التي انسحبت غالبا من صناعة السفن، وباعت قطاع الخدمات الصناعية لديها ومازالت تفكر في بيع المزيد من أجزائها. كما تدرس الشركة الألمانية العملاقة تقليص عدد عمالها إلى 167 ألف عامل بعد أن كانت تشغل نحو مائتي ألف على مستوى العالم قبل الأزمة. ولم تستطع هذه الإجراءات الهائلة الحيلولة دون انزلاق الشركة العريقة إلى دائرة الخسارة. وبفضل النهج التقشفي للشركة وحده تأمل تيسسن كروب في العودة إلى دائرة الربح.
ولا يختلف الحال كثيرا لدى شركة زالتسجيتر المنافسة لشركة تيسن كروب. غير أن هذه الشركة تحاول التغلب على الأزمة دون تقليص عدد عمالها، لاسيما وأن هناك بوادر تسحن منذ منتصف عام 2009 ازدادت أعداد الطلبيات المقدمة لشركات القطاع وارتفعت الطاقة الإنتاجية لمصانع القطاع إلى 80 مائة تقريبا. كما استأنفت ثلاثة من أفران الصلب التي توقفت مؤقتا عملها ومن المقرر أن يليها فرنان آخران.
ويرى مراقبون أن مجرد تراجع كميات مخزون الصلب في المستودعات سبب كافي لنزع فتيل التوتر. ويتوقع اتحاد شركات الصلب في ألمانيا أن يعود إنتاج القطاع إلى الارتفاع ببطء عام 2010 الجاري، وأن يرتفع بنسبة 15 بالمائة ليصبح 38 مليون طن. في هذا السياق يتوقع رئيس الاتحاد هانز يورجين كيركهوف إن شركات القطاع لن تستعيد نسب النمو السابقة قبل عام 2011 مضيفا: "مازال الوضع حساسا وغير مستقر ولم تصبح عجلة الانتعاش قادرة بعد على أن تسير بدفع ذاتي".
(ط. أ/ د ب أ)
مراجعة: ابراهيم محمد