1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اعتقال "سفاح صيدنايا" في طرطوس وحراك دبلوماسي مع دول الجوار

٢٦ ديسمبر ٢٠٢٤

أطلقت إدارة العمليات العسكرية في سوريا عملية لملاحقة فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ريف محافظة طرطوس بغرب البلاد، فيما كثفت دول الجوار اتصالاتها مع السلطات الجديدة في دمشق لرسم معالم العلاقات المستقبلية.

https://p.dw.com/p/4oarW
قوات حفظ الأمن تابعة للنظام السوري الجديد
قوات حفظ الأمن تابعة للنظام السوري الجديد (26 ديسمبر 2024)صورة من: syriahr

أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، اليوم الخميس(الخميس 26 ديسمبر/ كانون الأول 2024)، القبض على اللواء محمد كنجو حسن في خربة المعزة بريف طرطوس في غرب سوريا .
وذكر "تلفزيون سوريا" أن كنجو هو المسؤول عن المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا العسكري في عهد نظام بشار الأسد، مشيرا إلى أن كنجو من مواليد عام 1960 في قرية خربة المعزة التابعة لمنطقة الدريكيش بمحافظة طرطوس. ويلقبه نشطاء سوريون بـ"سفاح صيدنايا".
ولفت إلى أنه شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري في سوريا وهو حاصل على شهادة في الحقوق، وانخرط في صفوف قوات النظام وتدرج في مسيرته حتى أصبح قاضيا عسكريا بارزا.


وأوضح أنه مع اندلاع الاحتجاجات السلمية في مارس /آذار 2011، كان محمد كنجو يشغل منصب النائب العام العسكري في المحكمة الميدانية العسكرية بدمشق. وتولى محاكمة المعتقلين المدنيين والعسكريين، وارتبط اسمه بإصدار 
آلاف أحكام الإعدام والأحكام بالسجن المؤبد والطويلة على معتقلين. 
وحسب شهادة أحد الضباط المنشقين، التي أوردها التلفزيون،  كان كنجو يتعاون مع رؤساء أفرع التحقيق في الأجهزة الأمنية لتضمين إفادات المعتقلين عبارة موحدة تتهمهم بمهاجمة مواقع عسكرية، لتبرير إصدار أحكام الإعدام حتى بحق أبرياء. يجبر المعتقلون على التوقيع على هذه الإفادات دون معرفة محتواها، مما جعل تلك الجملة "كلمة السر" لإصدار الأحكام القاسية.

عملية أمنية واسعة في طرطوس

 

أطلقت إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية الخميس عملية في محافظة طرطوس "لملاحقة فلول ميليشيات" الرئيس المخلوعبشار الأسد، وفق ما أعلنت وكالة "سانا" الرسمية للأنباء، بعد يوم من احتجاجات دامية مع مسلحين تابعين للنظام السابق. وأفادت "سانا" بأن العملية التي جرت في محافظة طرطوس مكنت من "اعتقال العديد من عناصر هذه "الميليشيات" الموالية لبشار الأسد.

وبحسب الوكالة فإن إدارة العمليات العسكرية تمكنت "من تحييد عدد من فلول ميليشيات الأسد في أحراش وتلال ريف طرطوس بينما تستمر في مطاردة آخرين". وبحسب سانا فإن هدف العملية الأمنية "ضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، عن سقوط "ثلاثة قتلى" خلال هذه العملية، موضحا أن الضحايا من صفوف "المقاتلين الموالين للنظام السابق".

اقتحام سجن صيدنايا يوم عاشر ديسمبر والافراج عن المعتقلين 2024.12.10
اقتحام سجن صيدنايا يوم عاشر ديسمبر والافراج عن المعتقلينصورة من: Asaad al-Asaad/newscon/picture alliance

وتأتي العملية في سياق متوتر في غرب سوريا، بعد يوم على تظاهر آلاف السوريين من أبناء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد في عدد من المدن بعد تداول مقطع فيديو يظهر اعتداء مفترضا على مقام للطائفة في حل. والتظاهرات هي الأولى للعلويين منذ أطاح تحالف فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية الأسد ودخل دمشق في الثامن من كانون الأول / ديسمبر في هجوم خاطف استمر 11 يوما سيطر خلاله على قسم كبير من البلاد.

والأربعاء، قُتل 14 شخصا في اشتباكات بمحافظة طرطوس بعدما حاولت قوات الأمن اعتقال ضابط عسكري تولى مناصب في عهد الأسد مرتبطة بسجن صيدنايا، وفق المرصد. وأشار المرصد الخميس إلى أنه تم تنفيذ سلسلة اعتقالات على خلفية التظاهرات التي جرت في اليوم السابق.

حظر تداول محتويات ذات طابع طائفي

في سياق متصل، أعلنت وزارة الإعلام السورية حظر تداول أو نشر أي محتوى إخباري ذي طابع طائفي. وقالت الوزارة ، في منشور على صحفتها بموقع فيسبوك اليوم الخميس "حرصا على تعزيز الوحدة الوطنية وصون النسيج السوري بجميع مكوناته، يمنع منعا باتا تداول أي محتوى إعلامي أو نشره، أو محتوى إخباري ذي طابع طائفي يهدف إلى بث الفرقة والتمييز بين مكونات الشعب السوري".

وأكدت ضرورة التزام كافة المؤسسات الإعلامية والناشطين الإعلاميين بالعمل على نشر قيم التآخي والتعايش المشترك، مع التشديد على أن أي مخالفة لأحكام هذا القرار ستعرض أصحابها للمحاسبة القانونية.

"التعاون الخليجي" يدعو لرفع العقوبات عن سوريا

أكد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اليوم الخميس ضرورة التمسك بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض التدخل الخارجي في شؤونها، داعين لرفع العقوبات عن هذا البلد. كما أكد الوزارء خلال اجتماعهم في الكويت في بيان تلاه الأمين العام للمجلس جاسم البديوي ضرورة "التصدي للإرهاب والفوضى، ومكافحة التطرف والغلو والتحريض واحترام التنوع وعدم الإساءة لمعتقدات الآخرين".

وقال البديوي، إن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اليوم يأتي تأكيدا على دعم المجلس لسوريا ولبنان "لكل ما من شأنه تعزيز أمنهما واستقرارهما في مختلف الظروف والمواقف". ورحب في الوقت نفسه "بالخطوات التي تم اتخاذها لتأمين سلامة المدنيين وحقن الدماء، وتحقيق المصالحة الوطنية، والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، وقرار حل الميلشيات والفصائل المسلحة، وحصر حمل السلاح بيد الدولة".

ورغم أن غالبية دول مجلس التعاون لم تكن تنظر للرئيس بشار الأسد بإيجابية فهي تتخوف من التداعيات المحتملة لسيطرة جماعات إسلامية على الحكم في سوريا. وأدان البيان الهجمات الإسرائيلية على سوريا واحتلال المنطقة العازلة على حدودها، باعتبارها "انتهاكا صارخا لسيادة سوريا".

لبنان يقول إنه يتطلع لـ"أفضل علاقات الجوار"

أكد لبنان تطلعه إلى "أفضل علاقات الجوار" مع السلطة الجديدة في سوريا، وفق ما أبلغ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب نظيره السوري أسعد الشيباني خلال اتصال هاتفي، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الخميس. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ العام 2013 الوضع سوءا، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ "النأي بالنفس" عن الحرب في سوريا.

وعلى مدى ثلاثة عقود، فرضت سوريا وصاية على لبنان وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية كافة، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ورغم انسحابها بقيت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، وشكلت أبرز داعمي حزب الله وسهّلت نقل السلاح اليه. ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغييرات المتسارعة في دمشق.

وفد عراقي يجتمع  مع  الإدارة السورية الجديدة

كشف باسم العوادي المتحدث باسم الحكومة العراقية، اليوم الخميس، عن  أن وفدا عراقيا برئاسة رئيس جهاز المخابرات  حميد الشطري اجتمع مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق. وقال العوادي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "وفدا عراقيا برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري التقى الإدارة السورية الجديدة لبحث التطورات على الساحة السورية".

وأشار إلى أنه تم بحث "متطلبات الأمن والاستقرار في الحدود المشتركة بين البلدين". وكان العراق اتخذ سلسلة إجراءات أمنية مشدد على الشريط الحدودي مع سوريا بطول 620 كيلو مترا بعد الاطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد  ونشر آلافا من قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود، وأقام جدارا اسمنتيا  وحفر خندقا ونصب أسلاكا شائكة وكاميرات حرارية لمراقبة الحدود فضلا عن تحليق شبه متواصل للطيران العراقي.

ح.ز/ م.س (رويترز، د.ب.أ، أ.ف.ب)

هيئة تحرير الشام وتحديات ما بعد الأسد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد