افتتاح القمة الالمانية لتكنولوجيا المعلومات بحضور المستشارة ميركل
١٨ ديسمبر ٢٠٠٦في ظل رغبة ألمانيا بتعزيز حظوظها ووجودها في سوق المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات أضحى هذا الهدف أولوية على أجندة المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، كما أنه لدى المستشارة الرغبة القوية في إعطاء هذا القطاع الحيوي دفعة كبيرة إلى الأمام. وانسجاما مع هذا الهدف تنعقد اليوم وبرعاية المستشارة قي مدينة بوتسدام الألمانية قمة المعلوماتية بمشاركة قطاع صناعة الحاسوب وخبراء في تكنولوجيا المعلومات. وستبحث هذه القمة بالإضافة إلى سبل دعم هذه التكنولوجيا، كيفية التعاطي مع العجز في الخبرات والطاقات البشرية الألمانية المدربة في هذا القطاع الاستراتيجي.
ولا تنحصر هذه الأهداف في تسريع نشاط قطاع تكنولوجيا المعلومات فحسب، بل أيضا في تشجيع الشباب على التوجه لهذا القطاع وإطلاق المبادرات الفردية وتشجيع الطاقات الإبداعية للعديد من الشباب الذين يمكنهم أن يساهموا في دفع تكنولوجيا المعلومات قدما.
استثمارات كبيرة
ولتحقيق الأهداف المرجوة فإن هناك توجها بضخ حوالي 1.2 مليار يورو في هذه السوق وذلك على مدى السنوات الثلاث القادمة. ويشكل هذا المبلغ جزءا من الاستراتيجية العامة التي تبنتها الحكومة الألمانية باستثمار حوالي 15 مليار يورو في قطاع التكنولوجيا المتقدمة وذلك وفق تصريحات لوزير الاقتصاد الألماني، ميشائيل جلوز، نقلتها عنه صحيفة "تاغس شبيجل" الألمانية الواسعة الانتشار.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات في ألمانيا لا يشهد هذا التقدم الذي يلحظه المرء في قطاعات صناعية أخرى ولعل ذلك يعود إلى"رغبة الطلبة في دراسة تخصصات قد لا تتطلب تلك القدرات الإبداعية والنشاطات الذهنية كتلك التي تتطلبها تكنولوجيا المعلومات،" كما قال وزير الاقتصاد جولز.
حضور رسمي واقتصادي كبير
وفي معرض استعراضها لأهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات أكدت المستشارة، انجيلا ميركل، ضرورة "أن تلعب المانيا دورا رائدا في هذا القطاع." وأضافت انه من الضروري أن يبقى مفهوم "صنع في ألمانيا" في هذا القطاع الاستراتيجي علامة تجارية دولية ومثالا للنوعية والأداء. وقد شهد هذا المؤتمر حضورا رسميا واقتصاديا كبيرا، فبالإضافة إلى المستشارة ميركل حضره وزير الاقتصاد ووزير الداخلية وعدد من كبار رجالات الاقتصاد وممثلي الشركات الكبرى العاملة في قطاع الاتصالات والمعلومات وعلى رأسها شركة الاتصالات دويتشه تيليكوم.
ومن ناحية أخرى، ظهرت أصوات تنتقد غياب ممثلين عن مؤسسة حماية المعلومات، حيث قال بيتر شار، أحد القائمين على هذه المؤسسة لصحيفة "نوين أوسنابروك تسايتونج": "يجب الحذر من جعل هذه القمة تعمل على تحويل المجتمع من مجتمع يتمتع بحرية تبادل المعلومات إلى مجتمع مراقب."
استقطاب مهاجرين أكفياء
في ضوء نقص الكفاءات الألمانية المؤهلة والمدربة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ظهرت دعوات تنادي بضرورة أن تعمل الحكومة الألمانية من خلال سن قوانين خاصة على استقطاب كفاءات علمية خارجية. وفي هذا السياق نقلت صحيفة "هاندلس بلات" عن رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية، لودفيج جورج براون، قوله: "يجب علينا أن نفتح سوق العمل أمام الكفاءات المؤهلة من الخارج." كما دعا في الوقت ذاته إلى "تحديث القوانين" المعمول بها في دوائر الهجرة والإقامة للأجانب التي تتعاطى مع الأشخاص الذين لديهم تأهيل في هذا القطاع الحيوي.